في أجواء مهيبة يطغى عليها الحزن والوفاء، ودّع الآلاف من مريدي ومحبي الزاوية القادرية البودشيشية، إلى جانب شخصيات رسمية ودينية، شيخ الطريقة الراحل مولاي جمال الدين القادري بودشيش، عصر الأحد 10 غشت 2025، بمقر الزاوية الأم بمداغ بإقليم بركان.
انطلق الموكب الجنائزي من بيت الفقيد، بحضور عامل إقليم بركان عبد الحميد اشنوري ورئيس مجلس جهة الشرق محمد بوعرورو، وأفراد عائلة الشيخ، متجهاً نحو مسجد الزاوية حيث أديت صلاة العصر وصلاة الجنازة، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى بضريح الزاوية.
وعقب مراسم الدفن، تم الإعلان عن وصية الراحل التي أوصى فيها بانتقال المشيخة إلى نجله الأكبر مولاي منير القادري بودشيش، في خطوة تؤكد الحرص على استمرارية النهج الروحي للطريقة، حيث جاء هذا الإعلان خلال إحياء الذكرى الثامنة لوفاة والده وشيخ الطريقة السابق، سيدي حمزة بن العباس.
رحيل مولاي جمال الدين، الذي تولى مشيخة الطريقة منذ 2017، مثّل فقداناً لمرشد روحي وعالم كرّس حياته لخدمة التصوف السني المعتدل، وتعزيز الارتباط الروحي بثوابت الأمة المغربية. وقد توفي الراحل الجمعة الماضية عن عمر ناهز 83 عاماً بعد معاناة مع المرض، حيث كان يتلقى العلاج بالمستشفى العسكري بالرباط بتعليمات ملكية سامية من الملك محمد السادس.
وفي أول كلمة له بعد وفاة والده، أكد الشيخ الجديد للطريقة، مولاي منير القادري بودشيش، أن إرث والده الروحي سيظل حياً في القلوب والتعاليم، واصفاً رحيله بأنه “مصاب جلل” يقابله إيمان بقضاء الله وقدره. كما عبّر عن تقديره للعناية التي يوليها الملك محمد السادس للطريقة القادرية البودشيشية، مؤكداً أن إمارة المؤمنين تظل الضامن لاستمرار ثوابت الدين ودور المغرب كأرض للقيم والانفتاح