محسن خيير
شهد فضاء قصر عين أسردون التاريخي بمدينة بني ملال، مساء اليوم، افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للفنانين التشكيليين الشباب، وسط أجواء احتفالية بهيجة طبعتها الروح الوطنية والإبداع الشبابي. وقد عرف حفل الافتتاح حضوراً وازناً تقدمه والي جهة بني ملال خنيفرة، إلى جانب المدير الجهوي لقطاع الشباب بالجهة، وحضور شخصيات رسمية وممثلين عن الهيئات المنتخبة، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية وفنية، وجمهور غفير من الفنانين التشكيليين الشباب القادمين من مختلف جهات المملكة.
ويأتي تنظيم هذا الحدث الفني الوطني في إطار البرنامج الوطني لمهرجانات الشباب، الذي تشرف عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، بهدف تعزيز الحضور الثقافي والفني للشباب المغربي، وخلق فضاءات للتعبير الفني، وتشجيع التبادل الثقافي بين شباب الجهات، في رؤية تنموية شاملة تُولي أهمية خاصة للإبداع كرافعة للتنمية المستدامة.
وتزامن حفل الافتتاح مع أجواء الاحتفال بعيد العرش المجيد، الذي تحتفل به المملكة عبر ربوعها، مما أضفى على المناسبة بعدًا رمزيًا ووطنيًا خاصًا، وجعل من هذا الحدث لبنة إضافية في الاحتفاء المتواصل بالمواطنة، والفن، والتنوع الثقافي المغربي. وقد استُهل الحفل بكلمات رسمية أكدت على أهمية هذه التظاهرة في دعم الفن التشكيلي الشبابي، وفتح آفاق جديدة أمام الطاقات الإبداعية، لتمكينها من عرض أعمالها والانفتاح على تجارب نظرائها من مختلف المناطق.
وشهدت الأمسية تقديم فقرات موسيقية متنوعة، ولوحات فنية شكلت مزيجًا متنوعًا من الإبداع المغربي المعاصر، كما جرى افتتاح المعرض التشكيلي الذي يضم أعمالًا فنية لفنانين شباب في مجالات الرسم، والتشكيل، والنحت، والتركيب، مع ما يحمله هذا المعرض من إشارات قوية على الدينامية الفنية التي تشهدها الساحة التشكيلية المغربية.
في كلمة له بالمناسبة، نوه والي جهة بني ملال خنيفرة بدور المهرجان في تنشيط الحياة الثقافية بالجهة، مشددًا على أهمية دعم الشباب المبدع، ومؤكدًا استعداد السلطات الجهوية لمواكبة مثل هذه المبادرات الجادة. كما عبّر المدير الجهوي لقطاع الشباب عن فخره باستضافة المدينة لهذه التظاهرة الوطنية، وأبرز الجهود المبذولة لإنجاحها، منوّهًا بحيوية المشاركين وبالقيمة الفنية لما قدموه.
الفنانون المشاركون عبّروا عن اعتزازهم بالمشاركة، معتبرين المهرجان فرصة ثمينة للقاء والتفاعل، وعرض أعمالهم أمام جمهور متنوع، مما سيسهم في تطوير تجربتهم الفنية وتوسيع آفاقها. وقد اختُتم الحفل وسط أجواء من الإعجاب والانبهار، بما تميز به من جودة تنظيمية وتنوع إبداعي، في انتظار استكمال باقي الفعاليات والورشات التي ستتواصل طيلة أيام المهرجان، والتي من المنتظر أن تفتح آفاقًا جديدة أمام جيل جديد من الفنانين المغاربة الشباب