القنيطرة – ابتسام المرضي اليقين 24
في مشهد لم يكن في الحسبان، سقط رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، محمد العربي كركب، ضحية لما بات يُعرف إعلاميًا بـ”فضيحة الشيخات”، بعد أن تأكد تورطه الإداري في السماح بتنظيم حفل تخرّج تخلّلته فقرات شعبية وصفت بـ”غير الملائمة”، ما فجر موجة غضب عارمة في الأوساط الجامعية والرأي العام.
القرار الصادم بالإعفاء صدر صباح اليوم الثلاثاء، بتوقيع من عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وموافقة مباشرة من رئيس الحكومة، في خطوة وُصفت بأنها رسالة حاسمة لعدم التساهل مع أي تجاوز يمسّ قدسية المؤسسة الجامعية وهيبتها الأكاديمية.
وبحسب مصادر عليمة، فإن الحفل “المثير للجدل” أقيم داخل أسوار الجامعة، بحضور فنانات شعبيات من فئة “الشيخات”، في مشهد صُوّر وانتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ما جرّ على الجامعة سيلاً من الانتقادات اللاذعة، وصلت إلى قبة البرلمان والأساتذة والطلبة على حد سواء.
ويُعتقد أن الوزير ميداوي قاد بنفسه تحقيقًا إداريًا داخليًا، خلص إلى تحميل رئيس الجامعة كامل المسؤولية عن ما وقع، باعتباره أعلى سلطة تدبيرية بالمؤسسة، خاصة في ما يتعلق بترخيص وتنظيم أنشطة داخل الحرم الجامعي.
“الجامعة ليست ساحة أعراس شعبية”، هكذا علق أحد الأساتذة الباحثين في حديثه لـ”كنطرة بريس”، معتبرًا ما حدث سابقة خطيرة تستدعي إعادة النظر في شروط تنظيم الأنشطة الجامعية، وآليات المراقبة داخل المؤسسات التعليمية.
ويُنتظر أن يُعلن قريبًا عن اسم رئيس جديد لجامعة ابن طفيل، ضمن ما اعتبره مصدر وزاري “إجراءات إصلاحية صارمة لإعادة الاعتبار لصورة الجامعة المغربية، وترسيخ قيم العلم والانضباط الأكاديمي”.
في انتظار الإعلان الرسمي عن خليفة كركب… الجامعة تغلي، والأساتذة والطلبة يتساءلون: من المسؤول الحقيقي؟ وهل تكون هذه بداية غربلة حقيقية للجامعات المغربية؟