حليمة صومعي
في زمن كان فيه فريق رجاء بني ملال مفخرة لابناء المدينة ورمزا لتاريخ رياضي ناصع يجد نفسه اليوم يتخبط وسط ازمات عميقة لا تختزل في نتائج ميدانية فحسب بل تتجاوزها الى ازمة قيادة وتسيير وغياب تام للرؤية الرياضية ما يحدث اليوم لا يمكن وصفه سوى بالانهيار الشامل انهيار تتحمل مسؤوليته اطراف متعددة لكل منها نصيبها في هذا السقوط المؤلم
الفريق الذي لطالما الهب حناجر الجماهير وراكم تاريخا مشرفا بات اليوم رهينة لصراعات داخلية ومصالح شخصية حيث تحول من ناد يدار بعقلية رياضية الى مجال لتصفية الحسابات وتنفيذ اجندات ضيقة صراعات لم تترك للكفاءات اي فرصة للمشاركة ولا للاعبين من خيار سوى ان يكونوا حطبا في معركة لا تعنيهم الا بما تحمله من خيبات وخذلان
الادارة الحالية لم تنجح في رسم معالم مشروع رياضي واضح المعالم بل اكتفت بتدبير يومي مرتجل يفتقر لابسط شروط الحكامة اما المنتخبون المحليون فقد فضلوا الصمت او اكتفوا بحضور مناسباتي يغلب عليه الطابع الدعائي ومن جانبها لم تفعل الجامعة الملكية ولا العصبة الجهوية اليات المراقبة او المحاسبة وكأن الفريق خارج دوائر اهتمامها اما بعض المنخرطين فهم اشبه بوكلاء مصالح لا هم لهم سوى الحفاظ على مواقعهم ومكاسبهم
وسط هذا المشهد يظل اللاعب الملالي ضحية لكل هذا العبث يحارب من اجل القميص يقدم مجهودا بدنيا وذهنيا كبيرا لكنه يقابل بالاقصاء والتجاهل وكأنه الحلقة الاضعف في معادلة غير منصفة
رجاء بني ملال ليس مجرد فريق كرة قدم بل هو جزء من ذاكرة وهوية مدينة لاعبوه ليسوا ارقاما في ورقة تشكيل بل شباب يمثلون حلم اجيال وطموح الاف العائلات ومصير الفريق ليس شأنا خاصا بل شأن عام يعني كل من يهمه امر المدينة ومستقبلها الرياضي
لم يفت الاوان بعد ولكن الاصرار على نهج التجاهل والمحسوبية سيعجل بالسقوط النهائي المطلوب اليوم هو صياغة مشروع انقاذ حقيقي يضع نصب عينيه الشفافية والمساءلة ويمنح للكفاءات فرصة اعادة البناء بعيدا عن المزايدات والحسابات السياسية كما ان اشراك الجماهير والفعاليات الاقتصادية والرياضية بات ضرورة لا مفر منها
رجاء بني ملال يستغيث فهل من مستجيب يعيد لهذا الكيان هيبته ويمنحه فرصة ثانية للعودة الى موقعه الطبيعي ام اننا سنكتفي بالمشاهدة ونسدل الستار على فصل اخر من فصول التدهور الرياضي في مدنن