حـنان قوتي
في لحظة امتزج فيها النبض الإنساني بروح المواطنة، نظمت جمعية شعاع نور الأمل بشراكة مع الوكالة المغربية للدم ومشتقاته ، حملة للتبرع بالدم ، وذلك يوم الأحد 3 غشت 2025 بمقر الجمعية، في مبادرة تحمل عنوانًا عميقًا: “قطرة منك .. تنقد حياة غيرك ..”
ـ جاءت هذه الحملة في سياق وطني يتسم بندرة أكياس الدم في المستشفيات، خاصة في فترات الصيف التي تشهد انخفاضًا في عدد المتبرعين . ومن هنا برزت الحاجة إلى مبادرات مجتمعية تعيد الإعتبار لقيمة التبرع التطوعي، وتُحيي في النفوس معنى التضامن الحقيقي ، فأصبحت الفكرة فعل ، بعدما تحول الأمل الى واقع ملموس .
جمعية شعاع نور الأمل، المعروفة بأنشطتها الإجتماعية والثقافية، إختارت أن تكون جزءً من الحل ، فبادرت إلى تنظيم هذه الحملة بتنسيق دقيق مع الوكالة المغربية للدم ، واضعة نصب أعينها هدفًا واحدًا وهو إنقاذ الأرواح .
ـ فمنذ الساعات الأولى لصباح الأحد، بدأ الطاقم الطبي التابع للوكالة المغربية للدم ومشتقاته في تجهيز فضاء التبرع ،تحت إشارف طبي صارم وتنظيم محترف لإحترامه كافة المعايير الصحية والوقائية، من تعقيم الأدوات إلى توفير إستشارات طبية قبل وبعد التبرع.
كما حرصت الجمعية على توفير فضاء إستقبال مريح ، مزين بعبارات تحفيزية وصور توعوية، تعكس أهمية التبرع بالدم كفعل إنساني نبيل. وتم تخصيص ركن خاص لتقديم شروحات مبسطة حول فوائد التبرع، سواء للمتبرع نفسه أو المستفيذ .
ـ عرفت الحملة إقبالًا لافتًا متميزا من مختلف الفئات العمرية، من شباب ونساء ورجال، وحتى بعض كبار السن الذين أصروا على الحضور رغم تقدمهم في السن، تعبيرًا عن رغبتهم في المساهمة بوجودهم لدعم الحملة ولو رمزيًا …
ـ فأحد السيدات المتقدمة للتبرع أظرفت الدموع من أعينها ، وهي متحسرة لعدم قبولها ضمن لائحة المتبرعين لأسباب صحية .
ـ “أما السيدة الأخرى ، فقد عبرت عن فخرها بالمشاركة قائلة : “أنا أم ، وأعلم جيدًا معنى الخوف على حياة إنسان .. اليوم أتبرع بدمي لأم أخرى، ربما تنتظر من ينقذ طفلها.”
ـ وشاب آخر في الثلاثين من عمره، قال في تصريح مؤثر: “حين أضع يدي على الطاولة لأتبرع، أشعر أنني أمدها لشخص مجهول يحتاجني. لا أعرفه ، لكنه يعرف أن هناك من يهتم ..”
ـ في تصريح لرئيس جمعية شعاع نور الأمل،افتتح كلامه بـ : “التبرع بالدم مسؤولية جماعية”، مؤكدا أن هذه الحملة ليست سوى سلسلة من المبادرات التي تعتزم الجمعية تنظيمها، مشيرا إلى أن التبرع بالدم يجب أن يتحول إلى ثقافة يومية .. لا مجرد فعل موسمي .
وأضاف قائلا :
“نحن نؤمن أن المجتمع لا يُبنى فقط بالمشاريع الكبرى، بل أيضًا باللمسات الصغيرة التي تنقذ الأرواح وتزرع الأمل .. والتبرع بالدم هو أحد تلك اللمسات .”
ـ أسفرت الحملة عن جمع عدد مهم من أكياس الدم، سيتم توجيهها إلى المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني من نقص حاد، خاصة في أقسام الولادة والطوارئ . وقد عبر الطاقم الطبي عن ارتياحه للنتائج ، مشيدًا بحسن التنظيم وروح التعاون التي ميزت الحدث.
ـ في ختام الحملة ، وجه مكتب الجمعية نداءً مفتوحًا إلى عموم المواطنين ، يدعونهم فيه إلى جعل التبرع بالدم عادة مستمرة، ومصدر فخر شخصي ، قائلين بالإجماع :
“كن جزءً من الحياة .. فكل قطرة دم هي رسالة حب .. وكل متبرع هو بطل مجهول .. لا تنتظر أن تُطلب منك ، بادر أنت … فالحياة لا تنتظر.”