حليمة صومعي
في الوقت الذي كانت فيه جماهير رجاء بني ملال تترقّب تقديمًا يليق باسم الفريق ووزنه التاريخي، فوجئت بطريقة مفتقدة لأدنى مقومات الاحتراف، بعد أن تم تقديم المدرب الجديد عبد الإله صابر في لقاء داخلي خالٍ من الإعلام، ثم تم نشر الصور عبر صفحات شخصية بدلًا من القنوات الرسمية للنادي.
ولم تمر هذه الخطوة مرور الكرام، إذ عبّر عدد من المتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي المحلي عن استيائهم الشديد من هذه “اللامهنية” التي تحوّل تقديم مدرب إلى فعل عابر أشبه بمبادرة فردية، في وقت تحتاج فيه الفرق الوطنية إلى تقوية علاقتها بالجماهير وإعلامها المحلي والوطني، لا تجاهله.
فمن المتعارف عليه في الوسط الرياضي، أن تقديم أي مدرب لفريق محترف يجب أن يتم بشكل علني، منظم، وبحضور الصحافة، مع ضمان تغطية إعلامية رسمية تعكس شفافية التعاقد، وتُظهر احترامًا للرأي العام والجمهور المساند.
لكن ما حدث في بني ملال كشف بالملموس أن عقلية الهواية لا تزال تسيطر على التسيير الرياضي، وأن غياب الرؤية الإعلامية داخل النادي أصبح أمرًا يثير القلق، بل ويزيد من فجوة التواصل بين المكتب المسير والجماهير.
إن فريقًا بتاريخ رجاء بني ملال، لا يستحق هذا التقديم الباهت، ولا هذا التعتيم غير المفهوم، ولا الاستخفاف الذي جعل صور المدرب تتداول على صفحات شخصية بدلًا من صفحة النادي الرسمية، التي يفترض أن تكون الواجهة الأساسية لأي خبر أو بلاغ.
هي دعوة مفتوحة للمكتب المؤقت أن يراجع طريقة تعامله مع مراحل حساسة في تاريخ الفريق، وأن يُعلي من قيمة التواصل الرسمي، لأن احترام الجمهور يبدأ من احترام عقولهم، واحترافيتهم تبدأ من تفاصيل صغيرة كهذه.