تشهد مدينة القنيطرة هذه الأيام دينامية عمرانية متسارعة تُبشّر بمرحلة جديدة في مسار تأهيلها الحضري، وذلك في إطار إطلاق الشطر الاستعجالي من برنامج التأهيل الشامل، الذي يروم إعادة هيكلة النسيج العمراني وتحسين جودة الحياة لساكنة المدينة، تماشيًا مع التوجيهات الوطنية في مجال التنمية المستدامة والعدالة المجالية.
وجاء الإعلان عن هذا الورش الكبير بعد معاينة ميدانية دقيقة كشفت عن الحاجة الملحة لتدخلات سريعة وفعالة في عدد من المجالات ذات الأولوية، ما يعكس انخراطًا مسؤولًا وواعيًا من طرف الجهات المشرفة، وسهرها على تنزيل مضامين الرؤية الوطنية من خلال مقاربة تشاركية وميدانية، تجعل من الاستماع إلى المواطنين والانتباه لتفاصيل معيشتهم اليومية أولوية قصوى.
وتُشرف شركة التنمية المحلية “القنيطرة التهيئة والتنمية” على تنفيذ هذا البرنامج، الذي انطلق فعليًا عبر عدد من المشاريع الملموسة، من بينها أشغال تهيئة شارع المسيرة، وتعزيز الإنارة العمومية في الشوارع الرئيسية مثل محمد الخامس، الحسن الثاني، وشارع المسيرة.
كما أعلنت الشركة عن فتح أظرفة صفقات لتأهيل حديقة ابن خفاجة، وتهيئة الساحات العمومية بشارع محمد الخامس، في حين تستعد لإطلاق صفقات جديدة تشمل بناء سوقين نموذجيين للقرب، وتوسعة وتحديث عدد من المحاور الطرقية الحيوية، من بينها شارع الإمام علي، شارع مولاي عبد العزيز، والطريق الدائرية الإرشاد.
وفي خطوة تؤكد الرؤية الاستباقية لهذا الورش، انطلقت دراسات هندسية وتقنية تهم مشاريع نوعية، أبرزها إعادة تأهيل مدخل المدينة من جهة علال البحراوي، وتوسعة الطريق الدائرية الجنوبية، وتهيئة الطريق المزدوج أولاد أوجيه، وشارع الرياضة، إلى جانب الطريق الدائرية الشمالية والطريق الرابطة بينها وبين حي أولاد عرفة.
هذه المشاريع، التي تندرج في إطار تصور شامل ومتوازن، تعكس يقظة مؤسساتية وشعورًا متناميًا بالمسؤولية لدى القائمين على الشأن المحلي، خاصة في ظل مواكبة دقيقة من طرف السلطات الإقليمية، التي يبدو أن حضورها الميداني وحرصها على التتبع والتنسيق قد شكّل رافعة حقيقية لهذه الدينامية المتجددة.
ومع انطلاق هذا الورش الطموح، تعود القنيطرة إلى الواجهة كمدينة تطمح إلى استعادة مكانتها في خريطة المدن المغربية المتقدمة عمرانيًا، وتجدد موعدها مع التنمية في صورة مشاريع ملموسة تُحاكي انتظارات الساكنة وتُكرّس ثقافة التغيير الميداني بعيدًا عن الشعارات.