حميد رزقي
في إطار جهود تسليط الضوء على الكفاءات الوطنية المتميزة التي تساهم في تطوير البحث العلمي والتعليم العالي بالمغرب، احتضنت مدينة الفقيه بن صالح، خلال فعاليات الملتقى الثالث للمهاجر، حفل تكريم الأستاذ الدكتور المصطفى راكب، باحث في مجال الكيمياء العضوية.
يعكس هذا التكريم المكانة العلمية الرفيعة التي يحظى بها الدكتور راكب، وجهوده الدؤوبة في النهوض بالجامعات المحلية وتعزيز الشراكات البحثية على الصعيدين الوطني والدولي. ويأتي هذا التكريم كتقدير مستحق لمسيرته العلمية والبحثية، ليكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الباحثين والطلبة على حد سواء.
جرت مراسم التكريم بحضور عامل إقليم الفقيه بن صالح، الذي أشاد بالدور المحوري الذي يلعبه الدكتور راكب في تطوير المجال الأكاديمي والبحثي على المستويين المحلي والوطني. كما شاركت الجالية المغربية المقيمة بأوروبا في هذا الحدث، معبرة عن فخرها واعتزازها بمكانة الدكتور راكب التي ترفع اسم المدينة عالياً في المحافل العلمية.
وخلال كلمته في الحفل، شدد العامل على أهمية تكريم أبناء المنطقة الذين يسهمون في رفع راية المغرب في ميادين العلم والبحث العلمي، مثمناً الجهود الكبيرة التي يبذلها الدكتور راكب في خدمة الجامعة والتنمية المحلية، ومشجعاً الشباب على الاقتداء بهذا النموذج الناجح.
من جانبه، عبر الأستاذ الدكتور المصطفى راكب عن فخره الكبير بهذا التكريم الذي يأتي من مدينته وأبناء جاليته في المهجر، مشيداً بالدعم المتواصل للسلطات المحلية والجالية المغربية، الذي كان حافزاً قوياً في مسيرته الأكاديمية، ومؤكداً على أهمية العمل الجماعي والتعاون من أجل تطوير البحث العلمي وتعزيز الابتكار بالمغرب.
ويُعد الأستاذ الدكتور المصطفى راكب، المولود بمدينة الفقيه بن صالح وأب لطفلين، واحداً من أبرز الأكاديميين في مجاله، حيث حصل على دبلوم الإجازة في الكيمياء من كلية العلوم السملالية بجامعة القاضي عياض عام 1990، ثم نال دبلوم الدراسات العليا في الكيمياء العضوية عام 1994، ودكتوراه الدولة في الكيمياء الحيوية عام 2000 من جامعة محمد الخامس بالرباط.
وشغل مناصب أكاديمية وإدارية مهمة، حيث تم تعيينه أستاذاً للتعليم العالي بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال عام 1996، وترأس شعبة الكيمياء والبيئة، كما شغل منصب نائب رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان مكلفاً بالبحث العلمي والشراكة، قبل أن يعين مديراً للمدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح في دجنبر 2020.
وعرف مساره البحثي بإبداع وتميز لافتين، إذ ترأس مختبر الكيمياء العضوية والتحليلية لمدة عقد كامل، ونشر أكثر من 138 مقالا في مجلات دولية محكمة، وأشرف على تأطير 19 دكتوراه في الكيمياء العضوية. كما ساهم بفعالية في تأسيس مؤسسات ومراكز بحثية وتقنية بالمدينة، مما يعكس التزامه القوي بخدمة التعليم العالي والتنمية المحلية.