حطاب الساعيد
لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا كان كافيا لإرباك العواصم الأوروبية. ابتسامات ودعوات صريحة لزيارة موسكو جعلت ماكرون ومن معه في حالة قلق وكأنهم فقدوا دورهم في اللعبة الكبرى. ترامب الذي لا يفوت فرصة لإثارة الجدل رد على بوتين قائلا: “قد تكون فكرة مثيرة!” وهو ما فسر كرسالة تحد لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
في أوروبا التي اعتادت أن ترى نفسها شريكا استراتيجيا لواشنطن بدا المشهد كأنه صفعة سياسية، وكأن ترامب يقول علنا: “موسكو أهم منكم”.
أما المحللون الغربيون فحاولوا التخفيف من وقع الصدمة بالقول إن الأمر مجرد بروتوكول لكن الحقيقة أنه مجرد إشارة من ترامب نحو الكرملين كفيلة بخلط الأوراق.
اللقاء كشف هشاشة الموقف الأوروبي أكثر مما قدم وعودا بتقارب أمريكي-روسي. وربما يكون السؤال الأكثر إحراجا لبروكسيل وباريس هو: ماذا لو كانت الوجهة القادمة فعلا موسكو؟.