في أول خروج إعلامي لمنير القادري بودشيش، بعد الأزمة التي عاشتها الزاوية القادرية البودشيشية خلال الأيام الأخيرة، أبدى موافقته على إمكانية إسناد التدبير المالي والإداري لأخيه معاذ أو لأي شخص آخر، مع احتفاظه هو بالقيادة الروحية و”سر الطريقة”.
وقال منير القادري، في كلمة ألقاها مساء السبت بمقر الزاوية بمداغ: “سنبقى تابعين لطاعة واختيارات أمير المؤمنين، سواء كانت هذه الاختيارات لسيدي معاذ أو لشخص آخر، ممن يتولى التدبير الظاهري والإداري للطريقة القادرية البودشيشية”، موضحًا أن “التدبير الظاهري” سيمده ويوجهه من له السند الرباني للنجاح في المهمة، باحترام وتعاون، لتبقى طريقتنا سالكة لهذا النهج. وستبقى جميع المؤسسات، سواء المقدمون أو أبناء شيخنا، في خدمة الطريقة وخدمة مبادئها.”
وتجدر الإشارة إلى أن الهيكلة التنظيمية للطريقة القادرية البودشيشية تقوم على مستويين: “المشيخة الظاهرية”، وتعني الإشراف الإداري والمالي، و”الزعامة الروحية”، وتعني “السر والشرعية الروحية” التي تحدد التوجهات الدينية والاختيارات الروحية للطريقة.
المرونة التي أبداها منير القادري، وفق مصادر مطلعة على شؤون الزاوية، تفيد بأن “المشروعية الروحية” غير قابلة للتنازل، لأنها مسنودة بشرعية تاريخية ودينية قائمة على “انتقال السر ووراثة العهد والوصية”، مع إمكانية تكليف أخيه معاذ القادري بالتدبير الإداري والمالي اليومي.
وأشار منير القادري في كلمته إلى أن هذا الخروج الإعلامي جاء بعد “استخارة الله سبحانه وتعالى، وبعد أن لاحظت أن الطريقة تعرف نوعًا من التشرذم والانقسام، وأصبحت مادة إعلامية لكل من يفهم في التصوف أو من يريد الإساءة إليها.”
لكنه أكد، من جهة أخرى، وبشكل واضح: “رأيت وارتأيت أن حامل هذا السر هو الذي يجمع الشمل”، في إشارة إلى وصية جده الشيخ حمزة ووالده الراحل الشيخ جمال الدين التي أوصت بانتقال الزعامة الروحية إليه.
وتابع قائلا: “هدفنا في الطريقة ليس هدفًا سياسيًا أو دنيويًا، ولا نبحث عن أن نكون شيوخًا بل أن نكون فقراء، وحب الرياسة هو رأس كل الخطايا.”
وأضاف: “في مملكتنا المغربية، خرجنا من هذا الامتحان متفوقين بأخلاقنا، لنعيد لهذه الطريقة مكانتها وهيبتها، ونعطي درسًا لكل من يهمه الأمر أن طريقنا هو طريق البناء، سواء للذين كانوا من هذا الجانب أو ذاك. كما سنوجه رسالة لكل من في المشرق والمغرب، رغم إساءاتهم لهذا العبد الضعيف، خادم إمارة المؤمنين وخادم الثوابت الوطنية والدينية.”
وشدد منير القادري بخصوص المرحلة المقبلة قائلا: “سنبدأ صفحة جديدة، صفحة الولاء والوفاء لسر هذه الطريقة ولمشيختها وشيوخها، لنعطي درسًا في الأخلاق والقيم وطاعة أمير المؤمنين.
وغداة الخروج الاعلامي لمنير القادري، انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي بيان منسوب ل”رابطة الشرفاء البودشيشيين”، يعطي تأويلا آخر لكلمة منير القادري، تفيد بتنازله عن الزعامة الروحية لأخيه معاذ.
وحسب مصادر مطلعة، فإن بيان الرابطة المذكورة “مفبرك، ويسعى إلى إدامة الغموض وخلط الأوراق بعد الكلمة الواضحة لمنير القادري”، تشير مصادرنا.