حطاب الساعيد.
عودة مولاي حفيظ العلمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار قد تعتبر بالفعل ورقة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب، خاصة في ظل التحديات السياسية التي يواجهها بعد ثلاث سنوات من قيادة الحكومة. فالعلمي المعروف بصرامته وحنكته الاقتصادية، يمتلك رصيدا سياسيا وتجربة وزارية جعلت منه رقما أساسيا في معادلة الحزب سواء من حيث قدرته على تدبير الملفات الكبرى أو من حيث إشعاعه داخل الساحة الوطنية.
السنوات الأخيرة أظهرت أن الحزب بات في حاجة ماسة إلى أسماء وازنة لإعادة الثقة التي تضررت بفعل وعود انتخابية ضخمة لم تجد طريقها كاملا إلى التنفيذ، وهو ما جعل الانتقادات تتصاعد سواء من طرف المعارضة أو من الشارع المغربي.
وفي هذا السياق قد يمثل رجوع العلمي رسالة إلى الداخل والخارج مفادها أن الحزب يستعد لمراجعة حساباته وإعادة ترتيب أولوياته.
من جهة أخرى فإن شخصية العلمي التي تمزج بين رجل الأعمال والسياسي قد تعطي زخما جديدا للحزب في علاقته بالملف الاقتصادي والاستثماري، خصوصا أن المغرب يعيش على وقع تحولات كبرى في هذا المجال، ما يجعل الحاجة ملحة إلى خبرات من وزنه. غير أن التحدي الأكبر سيظل مرتبطا بمدى قدرة الحزب على تحويل عودته إلى فعل سياسي حقيقي يتجسد في تحسين السياسات العمومية، لا أن تبقى مجرد محاولة لتلميع الصورة أمام الناخبين.
وبين الامال والانتظارات تظل عودة مولاي حفيظ العلمي بمثابة اختبار جديد للتجمع الوطني للأحرار: فإما أن تكون نقطة تحول لإعادة ترتيب البيت الداخلي واستعادة زمام المبادرة، أو تتحول إلى ورقة شكلية لا تغير شيئا من الواقع السياسي الذي يعيشه الحزب اليوم.