تفاقم انقطاع الماء الصالح للشرب عن ثلاث جماعات بجهة البيضاء –سطات، وهي سيدي رحال الشاطئ والسوالم والسوالم الطريفية، بشكل كبير وخطير خصوصا خلال هذه الفترة، إذ تجاوزت مدة انقطاعه 12 ساعة، وقد تصل إلى يومين في بعض المناطق، مع غياب إشعار بالانقطاع، وحتى إن تم الإعلان عنه يحدث تضارب في التوقيت، ما حول حياة سكان الجماعات الثلاث إلى جحيم، خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة.
ورغم صدور بلاغ للمديرية الإقليمية برشيد للشركة الجهوية متعددة الخدمات البيضاء – سطات، لتوضيح الأمر والتخفيف من حدة غضب السكان، عبر تبرير ما أسماه البلاغ بالاضطرابات والانقطاعات التي يعرفها تزويد السكان بالماء الصالح للشرب بضعف الصبيب المزود من منشآت الإنتاج، والذي تزامن مع ارتفاع الاستهلاك خلال فترة الذروة الصيفية وارتفاع درجة الحرارة، إلا أن البلاغ حدد مدة الانقطاع في 12 ساعة فقط، غير أن تواصل انقطاع الماء أثار موجة من الغضب ووصل الأمر إلى حد الاحتجاج ورفع “هشتاغات” على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانقطعت مياه الشرب عن سيدي رحال الشاطئ من جديد، أمس (الأحد)، بعد أن قضى السكان لحظات عصيبة منذ الجمعة الماضي وأول أمس (السبت)، يترقبون طيلة اليوم قطرات يستغيثون بها، قبل أن يتحقق أملهم في حدود الواحدة من صباح أمس (الأحد) لساعات معدودة فقط، في حين حظي سكان حد السوالم بهذه المادة الحيوية في اليوم نفسه، مع تخوف كبير من أن يطولها انقطاع في أي لحظة، هذا في الوقت الذي تزايد فيه بشكل كبير الطلب على القنينات البلاستيكية ودلاء كبيرة الحجم لجمع المياه واستغلالها في ساعات الانقطاع الطويلة.
وبشكل غير مسبوق، وجد أطفال وشباب سيما من أبناء المهجر، أنفسهم محرومين من مسابح داخل إقامات سكنية بسيدي رحال، بعد استغلال مياهها في أغراض أخرى أساسية، إذ خلال جولة ببعض الأحياء سجل صمت قاتل، بعد أن كانت أصوات اللهو والمرح تسمع على بعد عشرات الأمتار.
تبريرات المسؤولين تشير إلى تراجع كبير في مستوى مياه الأنهار وجفاف العديد من الآبار التي تعد المزود الرئيسي لهذه المناطق بالماء الصالح للشرب بعد سبع سنوات من الجفاف، الأمر الذي استدعى مقاربة حازمة لضمان استفادة الجميع من الماء، إضافة إلى الإنزال الكبير الذي تشهده هذه الجماعات صيفا، سيما سيدي رحال الشاطئ الذي يعد وجهة سياحية مهمة وقبلة للعديد من أبناء الجالية المغربية بالخارج، ما أثر بشكل كبير على صبيب المياه الصالحة للشرب ووصولها إلى الشقق بالطبقات العليا.
\ما حدث بسيدي رحال الشاطئ وحد السوالم وسوالم الطريفية، نتيجة غياب دراسة صاحبت النهضة العمرانية الكبيرة التي شهدتها هذه المدن، إذ تم منح الرخص لبناء إقامات سكينة وتوسعات عمرانية كبيرة، دون مراقبة جودة البنيات التحتية المنجزة، سيما المتعلقة بالربط بالماء الصالح للشرب والواد الحار، إذ تم اعتماد قنوات عاجزة عن توفير حاجيات حي محدد في وقت الذروة، فبالأحرى مدينة بالكامل.
عن الصباح