حطاب الساعيد.
اجتماع قادة أوروبا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 18 غشت 2025 في البيت الأبيض كشف الوجه الحقيقي للتحالف الغربي. ماكرون، فون دير لايين، ميرز، وروتي حضروا ليس للدفاع عن أوكرانيا، بل لمحاولة حماية مصالحهم الخاصة في مواجهة سياسة ترامب التي أعادت رسم موازين القوة الدولية.
اللقاء أبرز هشاشة الناتو الذي يبدو بدون دعم واشنطن مجرد هيكل شكلي فاقد للقدرة على فرض إرادته أو حماية مصالح أعضائه. إنه تحالف قائم على الاعتماد على القوة الأمريكية وليس على قدرة الأوروبيين الذاتية على اتخاذ القرارات أو مواجهة الأزمات العالمية.
كما كشف الاجتماع ضعف النخب الأوروبية التي حاولت لعب دور الوسيط والداعم لأوكرانيا لكنها وجدت نفسها عاجزة عن مواجهة استراتيجية ترامب المباشرة والتي تهدف إلى إعادة خطوط النفوذ والسيطرة بعيدا عن المصالح الأوروبية التقليدية.
الحدث يؤكد حقيقة أساسية: القوة في النظام الدولي الحالي ليست للكيانات التقليدية أو التحالفات المكتبية، بل لأولئك القادرين على فرض إرادتهم على الأرض وترامب أظهر أن أوروبا من دون دعم أمريكي مجرد مراقب عاجز في لعبة القوة العالمية.