الناظور لم تهدأ منذ ما يقارب الثلاثة أيام، بعدما فجّر حفل زفاف مثير للجدل موجة من التدخلات الأمنية غير المسبوقة. فقد نفذت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية سلسلة مداهمات محكمة، انتهت بتوقيف ما يقارب 35 شخصًا يشتبه في ارتباطهم بشبكة دولية للتهريب والجريمة المنظمة يقودها العريس نفسه، الملقب بـ”موسى”.
الحفل الذي احتضنته قاعة “معيوة” بسلوان، لم يكن مجرد ليلة عرس، بل استعراض فاضح للمال والنفوذ، حيث تهاطرت الملايين على منصة الرقص، واستُقدم فنانون بأجور خيالية، في مدينة ينهشها الفقر والبطالة. لحظة البذخ تلك كانت الشرارة التي أطلقت أكبر عملية أمنية تشهدها المنطقة منذ سنوات.
مصادر أمنية كشفت أن موسى ليس مجرد عريس عادي، بل اسم ثقيل في عالم التهريب الدولي، موضوع أزيد من مائة مذكرة بحث تتعلق بجرائم القتل وتهريب المخدرات وتنظيم الهجرة السرية. ومع أول بوادر التدخل الأمني، فرّ رفقة عروسه نحو الضفة الإسبانية، تاركًا وراءه ضيوفًا تحت مجهر التحقيقات.
الموقوفون الـ35 يواجهون ملفات ثقيلة تشمل الاتجار الدولي بالمخدرات، غسل الأموال، تسهيل الهجرة غير الشرعية، بل وحتى جرائم قتل مرتبطة بتصفية حسابات مافياوية. التحقيقات امتدت كذلك إلى أصحاب فنادق وفنانين شاركوا في الحفل، للوقوف على مصدر النفقات الباذخة، وسط جدل حول ما إذا كانت مشاركتهم مجرد عقود فنية أم غطاء لتبييض صورة شبكات مشبوهة.
الحملة الأمنية تحولت إلى عملية “جراحة دقيقة” لاجتثاث شبكة متشعبة تربط بين التهريب وتبييض الأموال والاتجار بالبشر. عمليات التمشيط والرصد لا تزال متواصلة، في حين تعقد اجتماعات مغلقة لتنسيق خطوات قادمة قد تكشف المزيد من الأسماء. وعلى مواقع التواصل، انقسمت التعليقات بين من اعتبر الزفاف “عرس القرن” ومن رآه فضيحة مدوية كشفت مدى تغوّل المافيا في الإقليم.