محسن خيير
حين نشرت لوموند ما سمته تحقيقًا عن المغرب تحت عنوان “أجواء نهاية عهد محمد السادس”، بدا وكأن الصحيفة العريقة اختارت أن تتخلى عن تقاليدها في الصحافة الرصينة لتغرق في صناعة الوهم. بدل الاستناد إلى حقائق موثقة، فضّلت النفخ في موضوع صحة الملك وكأنها تكشف سرًا خطيرًا، بينما الواقع معروف وموثق في بلاغات رسمية وحضور فعلي لجلالته عبر الخطب والقرارات.
الأدهى أن المقال تجاهل الحقائق الدستورية التي تنظّم انتقال العرش، ليُصور للمقرّئين مشهدًا دراميًا عن فراغ سياسي وصراع أجنحة، في انسجام غريب مع سرديات إعلام العداء في الجزائر، وكأن الصحيفة لم تجد سوى ترهات الصحافة الجزائرية لتبني عليها “تحقيقها” المزعوم. أما الإنجازات الكبرى التي يعرفها الداخل والخارج، فقد تم القفز عليها عمدًا، لأن الحقيقة كانت ستنسف الحبكة المختلقة.
هكذا تحولت لوموند من منبر يفترض فيه الجدية إلى مساحة لتسويق الإثارة. والمغرب، بمؤسساته الراسخة وملكيته الدستورية، أكبر من أن يهتز بمثل هذه الكتابات. بل إن مثل هذه الحملات لا تزيده إلا قوة في عيون مواطنيه، وثقة في مساره نحو المستقبل.