هشام بوحرورة
لم تخرج مدينة مريرت بعد من صدمة “فضيحة اللافتة المحرّفة” التي أشعلت مواقع التواصل والشارع المحلي، حتى وجدت نفسها أمام ملف جديد لا يقل خطورة، يتعلق هذه المرة بأحد أقدس رموز الوطن: شعار المملكة المغربية “الله، الوطن، الملك”، الذي ظهر في وضعية مزرية لا تليق بمكانته.
القصة الأولى، التي كانت موضوع جدل واسع قبل أسابيع، تمثلت في تعليق لافتة تضمنت أخطاء فادحة في صياغتها، قبل أن يتم سحبها على عجل وتعويضها بأخرى، في مشهد أبرز ارتجالية التدبير وغياب المراقبة القبلية. يومها طرحت تساؤلات كثيرة حول غياب المساءلة الإدارية، واكتفى المسؤولون بمحاولة إطفاء الغضب الشعبي دون إجراءات واضحة.
اليوم، مع إهمال شعار المملكة داخل المدار الحضري، تعود الأسئلة لتطفو من جديد: من المسؤول عن هذا التسيّب؟ هل المجلس الجماعي الذي يفترض أن يسهر على صيانة المرافق والرموز العمومية؟ أم السلطة المحلية التي تملك صلاحيات المراقبة والتدخل؟ أم أن الأمر يعكس تقصيراً مشتركاً بين الجانبين؟
الرأي العام المحلي يطالب بمحاسبة حقيقية تتجاوز الموظفين الصغار إلى مساءلة المسؤولين المباشرين، خصوصاً أن الأمر يتعلق برمز وطني يحظى بالقداسة والاحترام في وجدان المغاربة.
فشعار المملكة ليس مجرد لوحة على جدار، بل تجسيد لوحدة الوطن وثوابته. وأي إهمال في صيانته هو مساس بهيبة الدولة وبالقيم التي تجمع المغاربة على كلمة سواء: الله، الوطن، الملك.