ابتسام المرضي
في تطور مثير، تمكنت المصالح الأمنية بمدينة سوق الأربعاء الغرب من توقيف شخص يُشتبه في كونه المسؤول الأول عن صفحة الفيسبوك المثيرة للجدل “#ضمير_SK4″، التي أثارت خلال الأشهر الماضية جدلاً واسعاً بسبب منشوراتها التي وُصفت بالمسيئة والمستهدفة للحياة الخاصة لعدد من المواطنين. الموقوف وُضع تحت تدبير الحراسة النظرية بأوامر من النيابة العامة، في انتظار استكمال التحقيقات التي يُرتقب أن تكشف خيوطاً كثيرة خلف نشاط هذه الصفحة.
الصفحة كانت قد تحولت إلى حديث الرأي العام المحلي بعد نشرها تدوينات تضمنت اتهامات وتشكيكاً في ذمم أشخاص، وهو ما اعتبره كثيرون ضرباً للسمعة وتشهيراً متعمداً. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم تداول معطيات حساسة وتسريبات وُصفت بالخطيرة، ما فتح الباب أمام شكوك حول احتمال وجود جهات خفية تزود الصفحة بالمعلومات وتوجهها.
الأمر أخذ منحى تصعيدياً مؤخراً بعدما لجأ المشتبه فيه إلى بث فيديوهات عبر حسابه الشخصي، هاجم فيها شباباً أطلقوا مبادرة لتغيير اسم المدينة، موجهاً لهم اتهامات اعتبرها متتبعون مسيئة وتبخيساً لجهودهم، وهو ما أثار استياءً عارماً بين الساكنة التي رأت في ذلك تجاوزاً لحدود حرية التعبير إلى مستوى السب والقذف والاعتداء على الحقوق الفردية.
ورغم التوقيف، فإن القضية لا تزال مفتوحة على أسئلة ملحة: هل كان المتهم يتحرك منفرداً أم أن هناك أطرافاً خفية تدعمه وتوجهه؟ ما الغاية الحقيقية وراء نشر كل تلك التدوينات والتسريبات؟ وهل تكشف التحقيقات عن شبكة منظمة تسعى لتصفية حسابات شخصية أو سياسية عبر وسائل رقمية؟
الرأي العام المحلي يتابع القضية عن قرب، لما لها من أثر مباشر على السلم الاجتماعي وسمعة الأفراد، في وقت بات فيه التشهير الإلكتروني ظاهرة مقلقة تتجاوز الجدل الافتراضي إلى تهديد فعلي للثقة داخل المجتمع. ومع استمرار الأبحاث تحت إشراف القضاء، يترقب المواطنون أن تميط التحقيقات اللثام عن خلفيات أكثر خطورة، قد تفسر كيف تحولت صفحة على الفيسبوك إلى أداة للتشهير وزرع الشكوك وسط ساكنة مدينة بأكملها.