منذ اللحظة الأولى التي نشرنا فيها خبرنا بخصوص مدير الأكاديمية الجهوية للتعليم بجهة بني ملال خنيفرة بتاريخ 16.08.2025 تحت عنوان إنهاء مهام مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ببني ملال، كنّا نعلم أننا نضع القارئ أمام حقيقة كاملة، لا لبس فيها ولا ارتجال. ورغم ذلك، اختارت بعض المنابر الإعلامية أن تسابق الزمن لا لتتحقق، بل لتنفي، متذرع بعبارة “مصادر من داخل الوزارة”، تلك المصادر التي أثبتت الأيام أنها آخر من يعلم، وأنها لم تكن سوى غطاء لعجز في الوصول إلى الحقيقة.
اليوم، وبعد أن تكشّفت الوقائع، يتأكد مرة أخرى أن السبق الصحفي ليس ضربة حظ، ولا لعبة استعراض، بل هو ثمرة جهد متواصل، وتحقيق دقيق، وحرص على أن يكون القارئ أمام المعلومة الصحيحة في وقتها. لم نكن بحاجة إلى شعارات رنانة ولا إلى ركوب أمواج النفي المتسرع، بل اكتفينا بأن نضع ثقتنا في عملنا وفي مهنيتنا، تاركين للوقت مهمة كشف من كان يكتب للحقيقة ومن كان يكتب ضدها.
إن ما وقع هو درس بليغ لكل من يستهين بمبدأ التحري قبل النشر، ولكل من يعتقد أن “النفي” هو الطريق الأسهل لاكتساب المصداقية. الحقيقة لا تكذب بالنوايا، ولا تمحى بعبارات من قبيل “مصادر خاصة”، بل تثبت نفسها مع مرور الأيام، وتصمد أمام الاختبار.
رسالتنا واضحة: لسنا هواة في هذه المهنة، ولسنا ممن يلهث وراء العناوين السريعة على حساب المضمون. نحن نؤمن أن الصحافة مسؤولية، وأن القارئ يستحق الحقيقة كما هي، لا كما ترسم له في مكاتب مغلقة. ومن يستهين بالحقيقة اليوم، سيجد نفسه غدا يركض خلفها بعد أن يكون قد خسر ثقة الناس.
السبق الصحفي ليس مجرد كلمة، بل هو التزام. ونحن اخترنا أن نكون في صف الالتزام، لا في صف التبرير. لذلك نقولها بكل وضوح: لن نتراجع عن دورنا، ولن نساير موجة التشكيك، لأننا نؤمن أن الحقائق لا تهتز أمام الضجيج