باشرت السلطات الأمنية، نهاية الأسبوع الماضي، حملة واسعة بحي جنان زناتة التابع لجماعة عين حرودة بالمحمدية، بعد تزايد الشكايات حول أعمال إجرامية وأحداث عنف خطيرة بين مهاجرين أفارقة، خصوصًا من الجالية السودانية.
الحملة التي قادتها عناصر الدرك الملكي مدعومة بالقوات المساعدة، جاءت عقب اندلاع مواجهات دامية بين مجموعتين من المهاجرين السودانيين ينتميان إلى فصيلين متصارعين في بلدهم الأم، هما “الجيش” و”قوات الدعم السريع”، حيث استُعملت العصي والحجارة والسيوف، ما أسفر عن إصابات خطيرة، فضلا عن إحراق أكواخ يسكنها مهاجرون، وتسجيل عمليات نهب طالت ممتلكاتهم وهواتفهم.
المواجهات اندلعت حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا، حين هاجمت مجموعة تقدر بستين شخصا مهاجرين يقيمون بشكل دائم بالمنطقة، الأمر الذي خلف حالة رعب وسط الساكنة. وقد أكد شهود أن بعض الضحايا تعرضوا لمحاولات حرق داخل أكواخهم، في مشاهد وُصفت بالمروعة.
وتشير تقديرات إلى أن عدد المهاجرين الأفارقة بالمنطقة وصل إلى حوالي 3000 شخص، وهو ما جعل الأوضاع الأمنية تعرف توترا ملحوظا في الفترة الأخيرة، وسط قلق السكان المحليين.
التدخل الأمني، الذي أسفر عن إجلاء عدد من المتورطين، أعاد بعض الطمأنينة لسكان زناتة والمحمدية عموما، حيث أكد مواطنون أن أغلب المهاجرين يعيشون بشكل مندمج وسط المجتمع، بينما تتحمل “مجموعات صغيرة” مسؤولية أعمال العنف.
وتعكس هذه العملية الأمنية حرص السلطات المغربية على ضمان أمن المواطنين والمهاجرين على حد سواء، خصوصا مع تزايد حالات الصراع بين عصابات من دول إفريقيا جنوب الصحراء داخل بعض أحياء العاصمة الاقتصادية وضواحيها.