في مشهد صادم ومخجل يعري واقع التنمية المتعثرة بجهة بني ملال خنيفرة، اضطرّت ساكنة دواوير بجماعة وقيادة بني عياط، إقليم أزيلال، إلى حمل المعاول واستعمال وسائل بدائية لفتح طريق تفك بها العزلة عن بيوتهم. كل ذلك في ظل تجاهل المنتخبين المحليين والإقليميين، وعلى رأسهم رئيس المجلس الإقليمي، ورئيس الجهة عادل براكات الذي لم يمدّ الساكنة حتى بجرافة رغم أنها ممولة من المال العام وموجودة رهن الإشارة.
الواقعة التي وثقتها صور وفيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت غضبًا واسعًا وتساؤلات حول مصداقية الشعارات التي يرفعها مجلس جهة بني ملال خنيفرة بشأن “تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية”. مواطنون اعتبروا أن ما جرى فضيحة سياسية بامتياز، حيث وُجّهت أصابع الاتهام إلى عادل براكات الذي سبق أن قدّم وعودًا لساكنة بني عياط دون أن يترجمها إلى أفعال.
وتساءل أزيلاليون كيف يُعقل أن يظل المواطن المغربي في سنة 2025 يحفر الطريق بيديه فيما الملايين تُصرف على مشاريع مناسباتية وصور دعائية؟ أين آليات المجلس الجماعي؟ ما دور المجلس الإقليمي؟ وأين مجلس الجهة الذي يتباهى بالمليارات؟ بل وأين العمالة التي تنفق على المهرجانات أكثر مما تنفق على فك العزلة عن القرى؟
هذه الواقعة تكشف بجلاء أن المنتخبين الذين تقاعسوا عن خدمة المواطنين لا يرون في مناصبهم سوى وسيلة لمراكمة المصالح الشخصية، بينما يبقى المواطن وحيدًا يواجه التهميش بعرقه وكرامته. كما لخّصها أحد أبناء المنطقة في سؤال موجع:
إلى متى سيصنع المواطن التنمية بعرقه، فيما المنتخبون يصنعون الثروة على ظهره؟