محمد فتاح
في مدينة ابن أحمد، حيث تحاول الأرصفة أن تتنفس وسط فوضى يومية، لا تزال العربات المجرورة بالدواب تفرض حضورها كأنها امتداد لزمنٍ لم يغادر بعد. ورغم كل النداءات التي أطلقها المواطنون عبر منصات التواصل، ورغم الصور التي وثّقت هذا المشهد المتكرر، لا شيء تغيّر. العربات تتجول بحرية، تركن أمام المساجد، وتخترق الأماكن العمومية، بل تسير في الاتجاهات الممنوعة دون رادع، حتى في قلب المحطة الطرقية، حيث تتواجد سيارات الأجرة الصغيرة التي تكاد تُزاحمها على حقها في التنظيم.
ليست المشكلة في وجودها فقط، بل في ما تتركه خلفها: فضلات الخيول، مشهد الترييف داخل مركز حضري، وإحساس جماعي بأن المدينة تُهان يوميًا. هذه العربات، وإن كانت مصدر رزق لفئة من المواطنين، أصبحت رمزًا لفشل السياسات الحضرية في التوفيق بين الحاجة والنظام.
نحن لا نطالب بالمنع فقط، بل نناشد الجهات المسؤولة بإيجاد بدائل تحفظ كرامة أصحاب العربات وتعيد للمدينة هيبتها. لأن ابن أحمد لا تستحق أن تُختزل في مشهد عربة تجرها دابة، بل في رؤية تجرها كرامة.