فجّرت الحملة الأخيرة لتحرير الملك العمومي داخل سوق الأحد بأكادير، أحد أكبر الأسواق في المغرب وإفريقيا، مفاجآت صادمة حول الوضع الصحي داخل عدد من محلات ومربعات بيع الخضر والفواكه. فقد كشفت عمليات المراقبة التي واكبت التدخل عن وجود كميات كبيرة من المواد الغذائية منتهية الصلاحية مخزنة في أقبية تحت أرضية، في ظروف غير صحية، حيث ظهرت عليها علامات التلف بشكل واضح، مع انتشار الديدان والفئران وانبعاث روائح كريهة تهدد سلامة المتبضعين والزوار.
هذه المعطيات الخطيرة التي صدمت الزبناء وأفراد السلطة المحلية، حوّلت الحملة إلى مطلب شعبي بضرورة استمرارها وتوسيع نطاقها لتشمل تفتيش جميع المحلات والمربعات التجارية لحماية صحة المواطنين والسياح الذين يتوافدون يوميًا على السوق. ورغم الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لسوق الأحد والتدفق اليومي الكبير للمتبضعين، إلا أن المراقبة تبقى محدودة ومناسباتية، ما يشجع بعض التجار على تصريف سلع فاسدة بأسعار منخفضة للتخلص منها سريعًا، في تجاهل تام لمخاطرها الصحية.
ولم تقف الحملة عند كشف المواد الفاسدة فحسب، بل أعادت إلى الواجهة معضلة احتلال الملك العمومي داخل السوق، حيث تعج الممرات بعربات الباعة الجائلين وأكوام السلع الممتدة على الطرقات، مما يعيق حركة المرور ويعرض المتسوقين لمخاطر حقيقية. هذه الوضعية تطرح بإلحاح ضرورة تشديد الرقابة وتنظيم الفضاء التجاري بما يضمن سلامة وصحة الجميع، ويعيد الثقة لهذا الفضاء الذي يعد وجهة رئيسية لسكان أكادير وزوارها.