يقين 24
افتُتحت، يوم الأربعاء 26 نونبر 2025، فعاليات الدورة الأولى للمعرض الوطني للحوامض بمدينة سيدي قاسم، في تظاهرة فلاحية هي الأولى من نوعها بالجهة، ترأسها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري. ويأتي تنظيم هذا الموعد الوطني في سياق تبحث فيه سلسلة الحوامض عن حلول جديدة لمواجهة تحديات ندرة المياه، تحت شعار: “سلسلة الحوامض أمام تحدي التدبير المستدام للموارد المائية”.
يمتد المعرض على مساحة 13 ألف متر مربع، منها 5 آلاف مغطاة، ويجمع أزيد من 40 عارضاً متخصصاً في التجهيزات والمدخلات والخدمات الفلاحية، إلى جانب 70 تعاونية تعرض منتجات محلية متنوعة. وينتظر المنظمون استقبال ما يفوق 30 ألف زائر خلال الأيام الأربعة للمعرض، الذي تم تصميمه وفق أقطاب موضوعاتية تهم المؤسسات والمهنيين والبحث والاستشارة الفلاحية.
ويهدف هذا الحدث إلى خلق فضاء للتواصل بين الفاعلين في القطاع، ودفع دينامية الاستثمار داخل سلسلة الحوامض، التي تعد من أهم السلاسل الفلاحية ذات القيمة المضافة في المغرب.
وتبلغ المساحة الوطنية المخصصة للحوامض حوالي 90 ألف هكتار، بينما يُتوقَّع أن يصل إنتاج الموسم الحالي إلى حوالي 1.9 مليون طن، بزيادة 24% مقارنة بالموسم الماضي، رغم تقلص المساحات المزروعة خلال السنوات الأخيرة بسبب الضغط المائي.
وتُعد أصناف الكليمنتين و”ماروك لات” والنافيل الأكثر انتشاراً داخل البساتين المغربية، التي تواصل لعب دور مهم في التصدير وفي تغذية السوق الداخلية.
شهدت الجلسة الافتتاحية توقيع ثلاث اتفاقيات تروم دعم السلسلة وتنويع أدوات تطويرها. وشملت الاتفاقيات:
إحداث وحدة لتربية الحشرات النافعة لمكافحة آفات الحوامض بيولوجياً.
شراكة بين الفيدرالية البيمهنية للحوامض والتعاضدية الفلاحية للتأمين لتقوية آليات تدبير المخاطر.
اتفاقية بين معهد التقنيين الفلاحيين ببلقصيري وجمعية منتجي الحوامض بالغرب لتطوير التكوين المهني لفائدة الشباب القروي.
وبالموازاة مع أشغال المعرض، قام الوزير أحمد البواري بإطلاق مجموعة من المشاريع التنموية بإقليم سيدي قاسم، أبرزها مشروع غرس 150 هكتار من أشجار الزيتون لفائدة 166 فلاحاً، بينهم نساء وشباب، بتمويل يناهز 5.47 مليون درهم.
كما أُعلن عن انطلاق برنامج لغرس الصبار المقاوم للحشرة القشرية على مساحة 1.040 هكتار، إضافة إلى توزيع بذارات حديثة للزرع المباشر على تعاونيات فلاحية، في إطار المجهودات الرامية إلى تحديث الممارسات الزراعية وتقليص كلفة الإنتاج.
وتندرج جميع هذه المبادرات ضمن استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تُعوِّل عليها الوزارة لإعادة هيكلة السلاسل الفلاحية وخلق فرص شغل جديدة، ودفع الفلاحة المغربية نحو مزيد من النجاعة والصمود أمام التغيرات المناخية.
وتُراهن الدورة الأولى للمعرض الوطني للحوامض على ترسيخ موقع سيدي قاسم كقطب فلاحي وفضاء للتلاقي بين المهنيين، في أفق تحويل هذا الموعد إلى تقليد سنوي يواكب رهانات القطاع وطنياً.

