يقين 24
يواصل القفطان المغربي طريقه نحو انتزاع اعتراف دولي جديد، بعدما أحال المغرب ملف تسجيله ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، في خطوة تعكس رغبة المملكة في تثمين تراثها العريق وصونه من محاولات التشويه أو السطو الثقافي.
ومن المنتظر أن تدرس اللجنة الحكومية المختصة بالتراث غير المادي هذا الملف خلال دورتها العشرين، المزمع عقدها قريباً في العاصمة الهندية نيودلهي، حيث سيُعرض القفطان المغربي ضمن مجموعة من الملفات القادمة من مختلف دول العالم.
ويرتكز ملف الترشيح المغربي على إبراز المكانة التاريخية التي يحتلها القفطان داخل الذاكرة الجماعية للمغاربة، باعتباره أكثر من مجرد لباس تقليدي؛ فهو نتاج قرون من التراكمات الثقافية التي مزجت بين الإبداع الحرفي والذوق المغربي الرفيع، وساهمت في جعله عنواناً للأناقة المغربية عبر العصور.
كما يتوقف الملف عند الدور المركزي للصناع التقليديين والنساء اللواتي حافظن على تقنيات الخياطة والطرز والتزيين، مبرزاً أن القفطان المغربي تطوّر مع الزمن دون أن يفقد أصالته أو رمزيته الاجتماعية، وظل حاضراً بقوة في المناسبات والأفراح وطقوس الاحتفال، مما يجعله أحد أبرز التعابير الحية للهوية الثقافية الوطنية.
ويحمل الملف عنوان: “القفطان المغربي: إبداع وعادات ومهارات”، وهو تصور شامل يهدف إلى تثمين هذا الموروث وتأكيد مكانته كجزء لا يتجزأ من الذاكرة المغربية والهوية المشتركة للمغاربة.
وينتظر أن يحظى هذا الترشيح بتفاعل واسع، خاصة في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بالموضة المغربية والتصميم التقليدي، ونجاح القفطان في الوصول إلى منصات العرض الدولية، حيث بات سفيراً للأناقة المغربية في المحافل العالمية.

