هشام بوزياني
تشير تقارير دولية إلى أن جبهة البوليساريو عادت مؤخراً إلى تنفيذ هجمات متفرقة قرب مدينة العيون في الصحراء المغربية، ما يعكس تصعيداً عسكرياً محدوداً بعد فترة من الهدوء النسبي. وحسب مصادر إعلامية متابعة، فقد سجلت في الأيام الأخيرة تحركات لعناصر مسلحة استهدفت نقاط مراقبة على مشارف الجدار الأمني، دون وقوع خسائر بشرية مؤكدة حتى الآن. هذا الوضع يثير مخاوف من إمكانية تحول هذه العمليات إلى نمط متكرر قد يؤثر على حالة الاستقرار التي تعرفها المنطقة منذ سنوات.
في المقابل، تلتزم القوات المسلحة الملكية المغربية بأقصى درجات اليقظة والجاهزية، وتؤكد من خلال بلاغات رسمية أن أي استفزاز سيتم الرد عليه بشكل حازم لضمان أمن السكان وحماية وحدة التراب الوطني. ويأتي هذا التطور في سياق دبلوماسي يتميز بتوالي الوفود الدولية إلى العيون والداخلة، والتي جددت التأكيد على دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع الإقليمي.
مراقبون يعتبرون أن التصعيد المحدود لجبهة البوليساريو محاولة لتسجيل حضور ميداني في ظل تراجع زخم أطروحتها على المستوى الدولي، خصوصاً بعد توسع التمثيليات القنصلية للدول الإفريقية واللاتينية في مدن الصحراء المغربية، وهو ما عزز موقع المملكة كطرف وازن في معادلة التنمية والأمن الإقليمي. في الوقت نفسه، يرى آخرون أن هذه الهجمات قد تكون مرتبطة بضغوط داخلية تعيشها الجبهة بعد انقسامات متتالية بين قياداتها وتراجع الدعم الشعبي في مخيمات تندوف.
ومع أن مصادر محلية تطمئن السكان وتؤكد استقرار الأوضاع داخل مدينة العيون وباقي المراكز الحضرية، إلا أن استمرار هذه المناوشات، حتى وإن كانت محدودة، يفرض على مختلف الأطراف التحلي باليقظة وضبط النفس لتفادي أي منزلق قد يعيد المنطقة إلى أجواء التوتر الواسع التي طبعها الصراع المسلح في العقود الماضية.