سعيد قشقاش
في إطار الدينامية الجديدة التي تعرفها مدينة القنيطرة، شهدت مختلف أحياء الدائرة الحضرية الساكنية خلال الأيام الأخيرة حملة ميدانية واسعة النطاق، بتنسيق مباشر بين باشا الدائرة الحضرية الساكنية وباشا المدينة، وتحت إشراف وتعليمات صارمة من عامل إقليم القنيطرة.
تأتي هذه التحركات في سياق إعادة الاعتبار للفضاء العام، وشكلت الانطلاقة الفعلية لمشروع “قنيطرة بحلّة جديدة”، الذي يهدف إلى تحسين جمالية المدينة، وتنظيم الفضاءات العمومية، وتحرير الملك العام من مظاهر الفوضى والعشوائية التي لطالما شوّهت صورة المدينة.
وشملت الحملة إزالة الأكشاك غير المرخصة، وتنظيم الباعة الجائلين، إضافة إلى مراقبة الأنشطة التجارية واحترام التراخيص، خصوصًا على مستوى شارع المسيرة الخضراء وزنقة كينيدي وحي الساكنية.
تميزت العملية بحضور شخصي لباشا المدينة، في إشارة قوية إلى التزام السلطات بإعادة الهيبة للمجال العمومي، وتحقيق التوازن بين مصلحة المواطن واحترام القانون، مع صون كرامة الباعة المتجولين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”جريدة اليقين 24” أن هذه المبادرات جاءت بناءً على تعليمات مباشرة من عامل الإقليم، الذي عبّر في اجتماعات رسمية عن رفضه لاستمرار مظاهر العشوائية، ودعا إلى تحرّك فوري لإعادة تنظيم المجال الحضري بما يليق بمكانة المدينة وتطلعات سكانها.
وقال أحد سكان حي الساكنية:
“أخيرًا شفنا شي حملة معمولة بعقل وتخطيط. ماشي غير زجر، ولكن حتى احترام وتواصل. والفضل راجع لله ثم للسلطات اللي كيبان حضورها يوميًّا فالميدان.”
ويجدر التذكير أن هذا المشروع لا يقتصر على الجانب الزجري، بل يتضمن أيضًا مخططات بديلة لتنظيم الباعة المتجولين داخل فضاءات قانونية، إلى جانب مبادرات تشاركية لإشراك المجتمع المدني في تطوير الفضاء العام.
القنيطرة تدخل اليوم عهدًا جديدًا، عنوانه: الحزم، النظام، والجمالية. بدعم من السلطات المحلية، يبدو أن المدينة تسير بثبات نحو التغيير الحقيقي الذي ينتظره الجميع