في زمن طال فيه غياب التحليل الرياضي الجاد عن شاشتنا الوطنية، بزغ برنامج “Replay” على القناة الثانية كعلامة فارقة وإعلان واضح بأن الإعلام الرياضي المغربي قرر أخيرا أن يعيد ترتيب أوراقه. انطلاق البرنامج تزامن مع كأس إفريقيا للسيدات 2024، لكنه لم يكن مجرد رد فعل موسمي، بل تجسيد لرؤية استراتيجية تقف خلفها إدارة القناة الثانية، ومديرية الأخبار التي أشرفت بدقة على كل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة، من الفكرة إلى التنفيذ، مرورًا بالمحتوى التحريري والتقني.
خرج البرنامج بهذا الشكل الاحترافي بفضل المهنية العالية لرئيس القسم الرياضي، الذي يعد واجهة تحريرية للقناة، ورئيس تحرير البرنامج الذي قاد فريق العمل بإتقان وحكمة، فجمع بين السرعة والدقة، وبين التفاعل المباشر والتحليل العميق. هذا التناغم بين الإدارات والكفاءات أثمر برنامجا يوميا يبث مباشرة، ويضع الجمهور في قلب الحدث، و يقدم تغطية تقنية وتحليلية بلغة تلفزيونية عصرية تليق بمستوى المتلقي المغربي.
من استوديو مجهز بأحدث تقنيات HD، إلى شاشات تفاعلية وسينوغرافيا ديناميكية، مرورا بإخراج تلفزيوني متقدم ومحللين بخبرة ميدانية، قدم “Replay” صورة مشرقة عن ما يمكن أن يكون عليه الإعلام الرياضي العمومي حين تتوفر الإرادة و تحركها الكفاءة.
ليس صدفة أن يختار مسؤولو القناة هذا التوقيت لبث البرنامج يوميا، بل قرار شجاع و تحدي مدروس تستعد من خلاله القناة وكفاءاتها لاستحقاق قاري كبير هو كأس إفريقيا 2025، الذي لن يكون مجرد تظاهرة رياضية، بل اختبارا فعليا لقدرة التلفزيون العمومي على صناعة محتوى يوازي حجم الحدث.
برنامج Replay ليس مجرد برنامج، بل رسالة إعلامية جديدة، تؤكد أن الإعلام الرياضي المغربي دخل مرحلة البناء الجاد، وأن المصداقية، والمهنية، والجرأة حين تجتمع، تصنع الفرق وتكسب الرهان