يقين 24// محمد العربي.
في أجوء مفعمة بالروح الوطنية، وتخليدا لذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه المنعمين، شهدت مدينة ورزازات يوم الجمعة 25 يوليو 2025 حدثًا تنمويًا بارزًا تمثل في تدشين منشأة فنية كبرى على وادي ورزازات. هذا المشروع الحيوي، الذي أشرف عليه عامل إقليم ورزازات، السيد عبد الله جاحظ، بحضور وفد رسمي رفيع المستوى، يهدف إلى تعزيز الربط الطرقي بين المدينة وجماعة ترميكت، ويُعد إضافة نوعية للبنية التحتية بالإقليم.
والمنشأة الفنية الجديدة، التي تقع على الطريق غير المصنفة الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 9 والطريق الإقليمية رقم 1516، تمثل حلقة وصل استراتيجية بين قلب ورزازات وجماعة ترميكت.
وتمتد هذه المنشأة فوق وادي ورزازات لتعمل على تحسين انسيابية حركة السير وتقوية الربط الحضري، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التوسع العمراني والنمو الديمغرافي الذي يشهده الإقليم.
وقد وصلت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الطرقي 62.96 مليون درهم، وقد جرى تمويلها بالكامل من طرف شركة العمران. هذا التمويل يأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تقوية البنيات التحتية الطرقية بالإقليم وتحسين مؤشرات السلامة المرورية، مما يعكس التزامًا راسخًا بتوفير بيئة نقل آمنة وفعالة للمواطنين.
استغرقت أعمال البناء 20 شهرًا، وشملت دراسات جيوتقنية وهندسية دقيقة.
وبالرغم من التحديات التضاريسية والمناخية الصعبة التي واجهت المشروع، فقد تم إنجازه وفقًا لأعلى المعايير التقنية المعتمدة، ليُصبح بذلك نموذجًا للإنجازات الهندسية في المنطقة.
ويرنوا هذا المشروع إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها: تعزيز الربط الطرقي بين مدينة ورزازات وجماعة ترميكت ، ثم تحسين جودة الخدمات المقدمة لمستعملي الطريق. هذا فضلا عن تأهيل وتحديث المنشآت الفنية بالإقليم، لضمان استدامتها وكفاءتها.
ولم يقتصر الاحتفال بعيد العرش على تدشين المنشأة الفنية فحسب، بل شهدت المناسبة أيضًا تقديم مشروع حيوي آخر لعامل الإقليم، وهو مشروع تأهيل المباني الآيلة للسقوط بقصر تاوريرت العريق. يهدف هذا المشروع الطموح إلى ترميم وتهيئة 28 وحدة سكنية تعاني من تدهور هيكلي كبير.
بكلفة إجمالية تُقدر بـ 5 ملايين درهم ومدة إنجاز تمتد إلى ستة أشهر، يأتي هذا البرنامج في إطار جهود شاملة للحفاظ على الطابع التاريخي والعمراني للقصبة، ودعم الساكنة المحلية لتحسين ظروف العيش داخل النسيج العتيق للمدينة. يُجسد هذا المشروع التزامًا راسخًا بصون التراث الثقافي والتاريخي لورزازات، وضمان استمراريته للأجيال القادمة.
ومن المنتظر أن تُساهم هذه المشاريع مجتمعة في إحداث نقلة نوعية في جودة الحياة بمدينة ورزازات، وتثمين موروثها العمراني الغني، فضلاً عن تحفيز الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل السياحة والثقافة والطاقة.
هذه الخطوة بمثابة جسر نحو مستقبل أكثر إشراقًا لورزازات، مدينة السينما والواحات، والتي تستمر في كتابة فصول جديدة من التنمية والازدهار تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الذي مافتئ يجعل مصلحة المواطن وتحقيق التنمية الشاملة فوق اي اعتبار.