تعيش عدة جماعات ترابية تابعة لإقليم سيدي بنور، من بينها الزمامرة والغنادرة وأولاد اسبيطة والغربية، على وقع أزمة حادة في التزود بالماء الصالح للشرب، مما تسبب في حالة من القلق والاستياء لدى الساكنة، التي لم تعد تجد حلولاً عملية لمشكل العطش المستمر منذ شهور.
ورغم العرائض والرسائل الاحتجاجية التي وجهها المواطنون إلى مختلف الجهات المعنية، مرفقة بتوقيعات جمعيات المجتمع المدني، فإن غياب تجاوب فعلي من السلطات المحلية والمجالس المنتخبة عمّق الشعور بالتهميش لدى السكان.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه الساكنة حلولاً استعجالية، لم تُدرج أغلب الجماعات المتضررة أي نقطة تتعلق بالماء الصالح للشرب ضمن جداول أعمال دوراتها، ما أثار انتقادات واسعة حول ضعف التفاعل مع القضايا الحيوية للمواطنين.
من جهتها، دعت هيئات حقوقية بالإقليم وزير التجهيز والماء إلى التدخل العاجل لإنهاء هذه الأزمة التي تهدد الاستقرار الاجتماعي، مطالبة بتوجيه تعليمات صارمة إلى المسؤولين على المستويات المركزية والجهوية والإقليمية لتعبئة كل الإمكانيات من أجل تزويد الجماعات بالماء الشروب في أسرع وقت ممكن، مع ضمان جودة المياه واتخاذ إجراءات وقائية لتفادي تكرار الأزمة مستقبلاً.
ويؤكد متتبعون أن ما تعيشه جماعات سيدي بنور من عطش متكرر يعكس هشاشة البنية التحتية المائية وضعف التخطيط المحلي في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية والجفاف، ما يستدعي مقاربة تنموية شاملة تضمن الحق في الماء كأحد أبرز الحقوق الأساسية للمواطنين.