يقين 24/ حليمة صومعي
مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد بجامعة ابن زهر، يواجه آلاف الطلبة القادمين من مختلف مناطق المغرب معركة يومية لا تقل صعوبة عن الدروس والمحاضرات: العثور على سكن ملائم.
في غياب أحياء جامعية كافية ووسط قفزة غير مسبوقة في أسعار الكراء، تحولت أحياء مثل الداخلة والسلام والقدس والفُرح إلى فضاءات يتصارع فيها العرض والطلب. شقق صغيرة كانت تُكترى قبل سنوات بأقل من 2500 درهم، باتت اليوم تُعرض ما بين 3700 و4800 درهم، أما المفروشة منها فتجاوزت عتبة 4500 درهم شهرياً، ما يجعل السكن حلماً بعيد المنال لعدد كبير من الطلبة.
وتضطر عائلات محدودة الدخل إلى الاكتفاء بحلول بديلة، كاستئجار سرير في شقة مكتظة مقابل مبالغ تتراوح بين 600 و1200 درهم. غير أن هذه الخيارات تفتقر لأبسط شروط الراحة، وتحوّل الحياة الطلابية إلى معاناة مستمرة.
محمد، طالب قادم من تالوين، يلخص الوضع قائلاً: “يكفينا مكان يحمينا من التشرد، لكن الواقع يفرض علينا دفع ضمانات مسبقة تصل إلى 9 آلاف درهم، وهو مبلغ يعجز الكثير من الأسر عن توفيره”. أما سلمى، القادمة من زاكورة، فتشير إلى أن تكلفة السكن وحدها أصبحت تفوق كلفة الدراسة.
الأمر لا يقف عند هذا الحد، إذ يفاقم السماسرة الأزمة بعروض غير رسمية وعمولات باهظة تصل إلى 2000 درهم، تاركين الطلبة عرضة للاحتيال أو الطرد المفاجئ دون أي ضمانات قانونية.
هذا الوضع يهدد الاستقرار الجامعي ويجعل بعض الطلبة يفكرون جدياً في الانقطاع عن الدراسة أو التنقل اليومي من مدن مجاورة، وهو ما يضاعف الضغط النفسي والمادي.
أمام هذه التحديات، يتصاعد مطلب ملح بضرورة تدخل عاجل عبر مشاريع سكنية مخصصة للطلبة، وإرساء آليات لمراقبة سوق الكراء، حتى لا يتحول حلم ولوج الجامعة إلى عبء يتجاوز قدرة الأسر المغربية على التحمل.