يقين 24 – متابعة
في خطوة وُصفت بالدبلوماسية اليائسة، لجأت الجزائر إلى طلب عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، قبل أقل من 48 ساعة من التصويت المرتقب على مشروع القرار الأمريكي المتعلق بملف الصحراء المغربية.
وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن الخطوة الجزائرية تأتي في محاولة لتعطيل الزخم الذي يعرفه هذا الملف داخل أروقة الأمم المتحدة، خصوصًا بعد تقديم الولايات المتحدة مشروع قرار يؤكد على مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها الرباط سنة 2007، باعتبارها الأساس الواقعي والعملي لتسوية النزاع.
وتسعى الجزائر، وفق نفس المصادر، إلى إعادة النقاش إلى مربع “تقرير المصير” وإحياء خطاب فقد الكثير من بريقه على المستوى الدولي، في وقت يحظى فيه المقترح المغربي بدعم متزايد من القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
ويُنتظر أن يُعرض مشروع القرار الأمريكي على التصويت خلال جلسة الخميس المقبل، حيث يشير نص المشروع إلى أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية “جادة وذات مصداقية”، داعيًا جميع الأطراف إلى دعم جهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للوصول إلى حل سياسي دائم ومتوافق عليه.
هذه التحركات الجزائرية تأتي، بحسب متتبعين، في سياق توتر داخلي وإقليمي واضح، يعكس حجم القلق الذي تعيشه الدبلوماسية الجزائرية أمام تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وتقدم المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقتها المملكة بالأقاليم الجنوبية.
ويرى محللون أن سعي الجزائر لعقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن لا يخرج عن إطار “كسب الوقت” وخلط الأوراق قبل صدور القرار الأممي، الذي يُرتقب أن يعيد التأكيد على مركزية مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

