يقين 24- صلاح الدين الكبير
شهدت منطقة العوامرة، التابعة لإقليم العرائش، مساء الجمعة 3 أكتوبر 2025، أحداثاً متوترة ومواجهات عنيفة بين محتجين منتمين لما يُعرف بـ”جيل Z” وعناصر من الدرك الملكي مدعومين بالقوات المساعدة، في حلقة جديدة من موجة الاحتجاجات المتصاعدة التي تشهدها مدن ومناطق مختلفة من المملكة، للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية ومحاربة الفساد.
وحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الاحتجاجات التي بدأت بشكل سلمي سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف وفوضى بعدما حاولت مجموعة من الشباب تهديد مركز الدرك الملكي بالعوامرة، ما أضطر العناصر الأمنية إلى التدخل وفق القانون لتطويق الموقف ومنع أي اعتداء على المرافق العمومية.
وخلال هذه المواجهات، أُصيب دركيان بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي للا مريم بمدينة العرائش، لتلقي الإسعافات والعلاجات الضرورية، فيما تم اعتقال عدد من المتورطين في أحداث الشغب.
وأكدت المصادر ذاتها أن عناصر الدرك الملكي تعاملت في البداية بضبط نفس كبير، إذ تم الاكتفاء بمحاولات التهدئة ودعوة المحتجين إلى الانسحاب دون اللجوء إلى العنف، غير أن بعض العناصر المندسة بين المتظاهرين سعت إلى تأجيج الوضع وتحويل الاحتجاج إلى صدام مباشر مع قوات الأمن، ما دفع الأخيرة إلى التدخل الحازم لإعادة النظام العام.
وقد جرى، صباح السبت 4 أكتوبر 2025، تقديم الموقوفين على خلفية هذه الأحداث أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة، قصد تحديد المسؤوليات القانونية واتخاذ المتعين في حق المتورطين في أعمال الشغب والاعتداء على عناصر الأمن.
وتأتي هذه التطورات في سياق احتجاجات متواصلة يقودها جيل Z في عدد من المدن المغربية، رافعين شعارات تدعو إلى العدالة الاجتماعية، وإصلاح منظومتي التعليم والصحة، ومحاربة الفساد. وبينما تؤكد السلطات على حق التظاهر السلمي في إطار القانون، فإنها تشدد بالمقابل على أن كل انزلاق نحو العنف أو المس بالأمن العام سيواجه بحزم ومسؤولية.
ولا تزال الأجهزة الأمنية تواصل تحرياتها الميدانية لتحديد كافة المتورطين في أحداث العوامرة، في وقت ترتفع فيه الدعوات الحقوقية والسياسية إلى التهدئة واعتماد مقاربة حوارية لمعالجة المطالب الاجتماعية المتزايدة لجيل الشباب، تفادياً لمزيد من التوتر والاحتقان.