يقين 24
في خطوة أمنية لافتة تؤكد قوة التنسيق بين الأجهزة المغربية ونظيرتها الإسبانية، تمكّنت المصالح المختصة من الإطاحة بأحد أخطر زعماء الجريمة المنظمة في أمريكا اللاتينية، ويتعلق الأمر بالإكوادوري ويلمر شافاريا، الملقّب بـ “بيبو”، العقل المدبر لشبكة “لوس لوبوس” الإجرامية.
“بيبو” الذي ظلّ يُصنَّف كآخر الزعماء الكبار الفارّين من قبضة العدالة، وقع في شباك التعاون الأمني لحظة وصوله إلى مدينة مالقة قادماً من المغرب، في عملية وُصفت بالنوعية والدقيقة، نظراً لما يمثّله الرجل من خطورة على الساحة الإجرامية الدولية.
هذا الإيقاف مثّل ضربة موجعة للجريمة المنظمة العابرة للحدود، خصوصاً وأن “بيبو” كان قد زوّر وفاته سنة 2021، ليواصل إدارة شبكته من داخل إسبانيا بهويات مزيفة، مستغلاً حالة الفوضى التي خلّفتها عصابته داخل الإكوادور، حيث أصبحت “لوس لوبوس” تحت قيادته الأضخم والأشرس، والمسؤولة عن موجات من العنف الدموي، وعمليات تهريب متعددة النسق.
العملية لم تُسفر فقط عن توقيف رجل؛ بل عن تفكيك جزء مهم من شبكة نفوذ تمتد بين أمريكا اللاتينية وأوروبا، وتؤكد في الوقت نفسه أنّ التعاون المغربي-الإسباني بات اليوم إحدى الركائز الأساسية في مواجهة التنظيمات الإجرامية الدولية التي تعتمد على التنكر، الهويات المزورة، وتعدد الجبهات.
اعتقال “بيبو” ليس خاتمة؛ بل بداية مرحلة جديدة في ملاحقة الشبكات المرتبطة بـ”لوس لوبوس”، ويعكس يقظة أمنية متقدمة جعلت من التنسيق الاستخباراتي رادعاً حاسماً أمام الجريمة المنظمة العالمية.


