في الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه مدينة الرحمة نموذجاً للتنمية والحداثة، ما تزال بعض التفاصيل الصغيرة تُفسد الصورة الكبرى. من بين هذه التفاصيل التي تؤلم الساكنة وتُثير الاستغراب، الخيام المخصصة للجنائز، والتي تحولت من رمز للتكافل إلى دليل على الإهمال.
في كل جنازة، يضطر المواطنون إلى كراء خيام عند ممون حفلات، خصوصاً عندما تأتي خيام الجماعة موسخة ومهددة بالسقوط، والمشكلة الأكبر أنها تصل بلا كراسي. الخيام نفسها مُثبتة بالوتد، وفي أي لحظة قد تنهار، ما يزيد من معاناة العائلات في لحظات الحزن ويجعل الجميع يعيش شعور القلق والخوف بدل التركيز على وداع أحبائهم.

وما يُضاعف الاستياء هو أن الجماعة تتوفر على ميزانية مخصصة لهذه الخدمات، لكن أثرها لا يظهر على أرض الواقع. المواطن البسيط يتساءل: أين تذهب ميزانية الخيام؟ ولماذا لا يتم تجهيز خيام جديدة تليق بكرامة الساكنة؟
الرحمة اليوم تحتاج إلى وقفة مسؤولة من طرف المجلس الجماعي، لتصحيح هذا الوضع غير المقبول، وتوفير خيام نظيفة ومجهزة، تليق بمدينة حديثة وبسكان يستحقون الاحترام حتى في لحظات الفقد. فالخيمة التي تجمع الناس في وداع أحبّتهم، يجب أن تكون رمزاً للرحمة فعلاً، لا شاهداً على التهميش.

