يقين 24
كشف كريم زيدان، وزير الاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، عن قرب إطلاق واحد من أكبر المشاريع الصناعية التي ستحتضنها جهة فاس-مكناس خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن المشروع المرتقب سيعيد لمدينة فاس جزءاً كبيراً من مجدها التاريخي في مجال النسيج، الذي كانت لعقود طويلة عنوان قوتها الاقتصادية.
الوزير، الذي كان يتحدث خلال تجمع خطابي لحزب التجمع الوطني للأحرار بمنطقة تيسة بإقليم تاونات، أوضح أن وزارته أنهت تقريباً كل الترتيبات المرتبطة بإطلاق وحدة صناعية كبرى متخصصة في إنتاج المادة الأولية للنسيج، وهي مادة تعرف طلباً متزايداً على المستوى العالمي. وأشار زيدان إلى أن المشروع ليس مجرد مصنع إضافي، بل “لبنة استراتيجية” ستغير وجه الاستثمار في الجهة، وستجعل من فاس محطة إقليمية أولى في هذا النوع من الصناعات.
وقال زيدان في كلمته: “فاس تستعيد اليوم مكانتها الطبيعية في صناعة النسيج، هذا المشروع سيعيد البريق لمدينة كانت يوماً قبلة للصناع والحرفيين وشركات الخياطة. كما سيفتح الباب أمام استقرار شركات عالمية جديدة تبحث عن مواقع إنتاج قريبة من الموانئ والمسارات اللوجستيكية.”
وفي السياق نفسه، شدد الوزير على أن مستقبل التنمية الصناعية بالجهة مرتبط بشكل وثيق بالمشروع الملكي “ميناء الناظور غرب المتوسط”، الذي وصفه بأنه “الرئة الاقتصادية” التي ستمنح فرصاً ضخمة لتصدير منتجات الجهة نحو الأسواق الخارجية. وأشار إلى وجود مستثمرين كبار يستعدون للدخول إلى الجهة مستفيدين من هذا القطب البحري الجديد.
وبخصوص الجانب الفلاحي، أكد زيدان أن الحكومة بصدد إطلاق خطة مشتركة مع وزارة الفلاحة تهدف إلى إنهاء معاناة الفلاحين الذين يضطرون لبيع محاصيلهم كمواد خام. وأبرز أن التوجه الجديد يقوم على توطين وحدات الصناعات التحويلية الغذائية داخل مناطق الإنتاج، خصوصاً بإقليم تاونات، بهدف خلق فرص شغل وتحقيق قيمة مضافة للمنتوج المحلي.
وختم الوزير مداخلته بالتأكيد على أن الاستثمار الخاص ليس مجرد خيار اقتصادي، بل رهان أساسي لتمويل الأوراش الاجتماعية الكبرى، وعلى رأسها التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، قائلاً إن “العمل الحكومي مسؤولية قبل أن يكون منصباً، والرهان اليوم هو خدمة المواطن بأيادٍ نظيفة ورؤية واضحة

