بقلم: عزيز بلغازي زناتي
يعيش فريق شباب المحمدية مرحلة دقيقة من تاريخه الرياضي، تتقاطع فيها الضغوط المالية والإدارية مع تحديات إعادة بناء الثقة بين المكونات الداخلية والخارجية، بعد مواسم من الصعوبات التي أثّرت على استقراره ونتائجه على جميع المستويات، من الفريق الأول إلى الفئات الصغرى والنسوية.
أزمة مالية ممتدة
تُجمع التقارير الصحفية الوطنية على أن الفريق يواجه تراكماً في الديون والمستحقات، بعضها مرتبط بأحكام نهائية صادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مما جعله يُدرج ضمن الأندية التي مُنعت من الانتدابات خلال فترات انتقالية متتالية.
ورغم محاولات المكتب المسير تسوية بعض النزاعات، إلا أن حجم الالتزامات ظل أكبر من القدرة المالية المتاحة، ما انعكس على سير الفريق ومردوديته.
محاولات لتجاوز المنع
مصادر متعددة أشارت إلى أن شباب المحمدية قام بعدة تحركات لتخفيف قيود الانتدابات، حيث تعاقد في الأشهر الأخيرة مع لاعبين من أقسام الهواة، وهي خطوة فُسرت بأنها مؤشر على بدء الانفراج، ولو جزئياً.
غير أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لم تُصدر بعد بلاغاً رسمياً يرفع المنع كلياً، مما يجعل وضع الانتدابات رهيناً بتسوية شاملة لكل الملفات المالية العالقة.
الحوكمة والتسيير
الملف الإداري للنادي لا يقل تعقيداً عن الملف المالي.
فبحسب ما نُشر، عرف المكتب المسير تبايناً في الرؤى وضعفاً في التواصل مع المنخرطين والمستثمرين المحليين، ما أفرز تراجعاً في الثقة لدى بعض الداعمين المحتملين.
ويُرجع عدد من المتتبعين ذلك إلى غياب استراتيجية مالية وهيكلية واضحة، تُمكّن من جلب التمويل المستدام وضمان الشفافية في التدبير.
الفئات الصغرى والنسوية
لم تسلم باقي مكونات النادي من انعكاسات الأزمة.
فالفريق النسوي اشتكى في فترات سابقة من تأخر المستحقات المالية وصعوبات في الاستعداد للمنافسات، بينما تعتمد فئات الأمل والشباب على إمكانيات محدودة لضمان الاستمرارية، ما يُهدد بتراجع القاعدة التكوينية التي لطالما كانت ركيزة الفريق التاريخية.
علاقة النادي بالهيئات الرياضية
تؤكد المعطيات أن العلاقة بين شباب المحمدية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تشهد تواصلاً دائماً لمحاولة تسوية الوضع، خصوصاً في ما يتعلق بالأحكام الدولية والعقوبات التقنية.
كما تعمل العصبة الاحترافية على مواكبة الفريق في برمجة التزاماته بشكل يحافظ على توازن البطولة دون المساس بالمقتضيات القانونية.
بين الحاضر والمستقبل
رغم هذه التحديات، يبقى شباب المحمدية كياناً له تاريخ ومكانة في الكرة الوطنية، ومجموعة من الغيورين الذين يسعون بصدق لإعادته إلى سكّة الاستقرار.
الطريق إلى ذلك يمر عبر تجديد الهيكلة المالية، تعزيز الشفافية، وإعادة بناء الثقة مع الجماهير والمستثمرين، وهي شروط أساسية لإطلاق مشروع رياضي متكامل يليق باسم الفريق وتاريخه.
خلاصة القول:
أزمة شباب المحمدية ليست قدراً محتوماً، بل محطة مفصلية تستدعي إصلاحاً هادئاً وعميقاً في آن واحد. فحين تتكامل الشفافية مع الإرادة، يمكن للنادي أن يستعيد مكانته كأحد الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم المغربية.