في مشهد سياسي حافل بالرسائل السياسية والانتقادات المباشرة، وجّه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سهام انتقاداته إلى الحكومة، متهماً عدداً من وزرائها بـ«الاحتماء وراء المؤسسة الملكية» بدل تحمل مسؤولياتهم السياسية في مواجهة الرأي العام والمعارضة.
جاءت تصريحات لشكر في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني للحزب، مساء الجمعة، بحضور رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش وزعماء أحزاب الأغلبية، إضافة إلى بعض قيادات المعارضة، فيما غاب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، في ظل استمرار القطيعة السياسية بينه وبين لشكر منذ أزمة تشكيل الحكومة سنة 2016.
وأكد لشكر أن «سلوك بعض الوزراء الذين يختبئون وراء الملك لمواجهة الانتقادات» يعكس خللاً في الأداء الحكومي ويشكّل، على حد قوله، «عائقاً حقيقياً أمام السير العادي للمؤسسات وتطور الحياة السياسية». وأضاف: «الملك لم يغب يوماً عن دعم المؤسسات، بل ظل حاضراً يطلق الأوراش الكبرى ويدق ناقوس الخطر كلما دعت الحاجة، دون أن يسعى للانفراد بالسلطة».
وشدد لشكر على أن النظام الملكي المغربي «نظام متجذر في إرادة الشعب، ومواكب لعصره، قريب من هموم الحاضر ومستشرف لتطورات المستقبل»، مشيراً إلى أن توظيف رمزية المؤسسة الملكية لتبرير الإخفاقات الحكومية «يضرب مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة».
وفي معرض حديثه عن التجربة السياسية لما بعد دستور 2011، عبّر لشكر عن قلقه من محدودية تفعيل المكتسبات الدستورية وتحويلها إلى دينامية ديمقراطية حقيقية، قائلاً إن البلاد «عاشت مرحلة شك في نجاعة المؤسسات ومصداقية الخيار الديمقراطي». كما أشار إلى أن استقلال القضاء، رغم أهميته، «تحول عملياً إلى استقلال سلبي لابتعاده عن المساءلة المجتمعية».
تصريحات لشكر، التي أتت بحضور زعماء الأغلبية، فتحت الباب أمام نقاش سياسي ساخن، خصوصاً في ظل تصاعد الانتقادات لأداء الحكومة وتراجع منسوب الثقة في بعض المؤسسات السياسية.

