يقين 24/ حليمة صومعي
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تنظم مؤسسة روح أجذير الأطلس بخنيفرة، بشراكة مع جمعية أجدير إيزوران للثقافة الأمازيغية، الدورة السادسة من المهرجان الدولي “أجدير إيزوران” خلال شهر أكتوبر 2025 في قلب الأطلس المغربي. ويأتي هذا الحدث الثقافي البارز، الذي أضحى موعداً سنوياً ثابتاً في الأجندة الوطنية، تخليداً للذكرى الرابعة والعشرين للخطاب الملكي التاريخي بأجدير يوم 17 أكتوبر 2001، الذي أرسى الأسس المتينة للنهوض بالأمازيغية باعتبارها مكوناً أصيلاً للهوية المغربية وملكاً لجميع المغاربة.
وفي سياق فعاليات المهرجان، تحتضن مدينة خنيفرة يومي 17 و18 أكتوبر 2025 ندوة علمية وطنية كبرى تحت عنوان “الأمازيغية: الذاكرة ـ الراهن اللغوي والثقافي ومسلكيات الابتكار والتملك المجتمعي”، وهي ندوة تروم تقييم المكتسبات التي تحققت للأمازيغية منذ الخطاب الملكي السامي، والوقوف عند رهانات المرحلة الراهنة في ظل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وتطور موقعها في الإعلام والتعليم والبحث العلمي.
وتؤكد ديباجة الندوة أن الاهتمام بالشأن الأمازيغي ليس انشغالاً لغوياً أو ثقافياً فحسب، بل هو رهان وطني يرتبط بتثمين التنوع وتعزيز الوحدة الوطنية. وترى المؤسسة أن استلهام روح الخطاب الملكي بأجدير يشكل ضمانة لتطوير النقاش العمومي حول الأمازيغية، وتكريسها كعنصر أساسي في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي للمغرب.
وستتناول جلسات الندوة العلمية مجموعة من المحاور التي تجمع بين البعد التراثي والمستقبلي، من بينها اللغة والثقافة الأمازيغية وتراكماتها، والذاكرة المشتركة، وتفعيل الطابع الرسمي وآفاقه المستقبلية، وموقع الأمازيغية في البحث العلمي والابتكار، ودورها في التربية والتكوين والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وتسعى مؤسسة روح أجذير الأطلس من خلال هذه المبادرة إلى جعل خنيفرة منصة وطنية ودولية للحوار الثقافي، ومجالاً خصباً للتفكير في سبل النهوض بالأمازيغية لغةً وثقافةً وإبداعاً، في تلاقٍ مع كل روافد الهوية المغربية. فالمهرجان، بما يحمله من بعد رمزي وإنساني، يجسد رؤية ملكية مستنيرة تعتبر الثقافة جسراً للتعايش والانفتاح، وأساساً لترسيخ العدالة اللغوية والمجالية في مغرب يعتز بتاريخه ويتطلع بثقة إلى المستقبل.

