يقين 24/ حليمة صومعي
في خطوة تعكس رغبة في الاستمرارية وتجاوز الأزمة السياسية، أعلن قصر الإليزيه مساء الجمعة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر إعادة تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسًا للوزراء، مكلفًا إياه بتشكيل حكومة جديدة بعد أسبوع فقط من استقالته من المنصب ذاته.
وجاء في بيان الرئاسة أن ماكرون جدد ثقته في لوكورنو لقيادة المرحلة المقبلة ومباشرة المشاورات لتشكيل فريق حكومي قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة، وعلى رأسها النقاش المحتدم حول قانون المالية والإصلاحات الاقتصادية.
القرار جاء عقب اجتماع مطوّل جمع الرئيس الفرنسي بقادة الأحزاب السياسية، خُصص لبحث سبل الخروج من الأزمة الحكومية وبناء توافق حول أولويات المرحلة القادمة، في مقدمتها تمرير الميزانية ومواصلة الإصلاحات التي تعهدت بها الحكومة السابقة.
من جهته، عبّر لوكورنو في أول تصريح له عبر منصة “إكس” عن امتنانه للثقة التي وضعها فيه الرئيس، مؤكدًا أنه قبل المهمة “بدافع من المسؤولية الوطنية”، وأن الحكومة المرتقبة ستعمل على “تجديد حقيقي في الممارسة السياسية” عبر الحوار والانفتاح على جميع القوى البرلمانية.
كما شدد رئيس الوزراء المعيّن على أن تمرير ميزانية الدولة قبل نهاية العام يمثل أولوية قصوى، مبرزًا أن إصلاح المالية العمومية يُعد “ضرورة حيوية لمستقبل فرنسا واستقرارها الاقتصادي”.
ويُعد لوكورنو، الذي تولى سابقًا وزارة الجيوش، أحد المقربين من الرئيس ماكرون ومن أبرز الوجوه في حكومته. وكان قد أعلن استقالته الأسبوع الماضي بسبب ما وصفه بـ“صعوبة السياق السياسي”، قبل أن يُعاد تكليفه بعد سلسلة من المشاورات المكثفة التي أعادت رسم ملامح المرحلة المقبلة في المشهد السياسي الفرنسي.

