يقين24/حليمة صومعي
أعادت المحكمة العليا في كندا التأكيد على موقفها الحازم من جرائم التشهير الإلكتروني، بعدما أصدرت حكماً جديداً ضد المدعو هشام جيراندو على خلفية نشره سلسلة فيديوهات اعتُبرت مسيئة وتمس بسمعة المدعو السبتي.
وبحسب ما أورده موقع إكسبريس تيفي، فقد أمرت المحكمة المتهم بحذف أربعة تسجيلات تضمنت اتهامات باطلة، ومنعته من نشر أي محتوى مشابه مستقبلاً، مع إلزامه بأداء 20 ألف دولار كندي تعويضًا عن الضرر المعنوي، و15 ألف دولار كندي كتعويضات عقابية إضافية، إلى جانب الفوائد القانونية المعمول بها.
وليس هذا أول احتكاك لجيراندو مع العدالة الكندية، إذ سبق أن حُوكم في قضايا مماثلة رفعها ضده عدد من الشخصيات المغربية، بينهم الأساتذة حنين ونجيب بنسامي، والمحامي عادل المطيري، بعد أن استهدفهم في حملات تشهير رقمية متكررة، ما يعكس سلوكًا عدوانيًا وممنهجًا في إساءة استخدام الفضاء الرقمي.
كما كان جيراندو قد قضى عقوبة حبسية سابقة في كندا بسبب امتناعه عن تنفيذ حكم قضائي يلزمه بحذف مقاطع مسيئة، في واقعة اعتُبرت آنذاك تحديًا صارخًا لهيبة القضاء، قبل أن تنقلب عليه لاحقًا وتُشدّد التعامل معه قانونيًا.
وتشير مصادر إعلامية إلى أن المتهم بات اليوم أكثر حذرًا، إذ تراجعت لهجته الهجومية، مكتفيًا بالتلميح بدل التصريح، بعدما وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع قوانين لا تتساهل مع “حرية التعبير المنفلتة”.
ويؤكد هذا القرار القضائي أن العدالة الكندية ماضية في حماية الفضاء الرقمي من العبث والتشهير، وأن حرية التعبير لا يمكن أن تتحول إلى سلاح للإهانة أو القذف، بل تظل مقترنة بالمسؤولية والاحترام.
رسالة هذا الحكم واضحة: من يتجاوز حدود الكلمة، سيدفع ثمنها أمام القانون، مهما كانت المنصة أو المسافة.

