أطلقت منظمة “أطباء العالم” تحذيراً شديد اللهجة بشأن الوضع الإنساني في مخيمات تندوف، مؤكدة أن الظروف المعيشية وصلت إلى مستوى ينذر بالانهيار، في ظل تقلص الدعم الدولي وتدهور المنظومة الصحية بشكل خطير.
ووفق تقرير المنظمة، فإن المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين لم تعد تغطي حتى الاحتياجات الأساسية، ما أدى إلى تفاقم معدلات سوء التغذية وغياب الخدمات الصحية الكافية. وكشفت المعطيات أن عدداً من الدول المانحة قلّصت دعمها للمخيمات بما يقارب 40%، وهو ما انعكس مباشرة على الأمن الغذائي الذي بلغ مستوى مقلقاً يقدر بـ 64% من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وأشار التقرير إلى أن هجرة الأطر الطبية وغياب التجهيزات الأساسية زادا من هشاشة النظام الصحي داخل المخيمات، محذّراً من أن استمرار الوضع الحالي سيقود إلى كارثة صحية وإنسانية قد يصعب احتواؤها.
وطالبت المنظمة بضرورة فصل الملف الإنساني عن التجاذبات السياسية المتعلقة بملف الصحراء، معتبرة أن استغلال ساكنة المخيمات كورقة ضغط يفاقم معاناتهم ويعرقل وصول الدعم الضروري إليهم.
كما دعت الحكومة الإسبانية إلى الرفع من مستوى التمويل المخصص للعمليات الإنسانية لفائدة اللاجئين، مؤكدة أن الوضع الراهن يتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية وضمان الحد الأدنى من شروط العيش الكريم داخل مخيمات تندوف.

