محسن خيير
يشكل مطار بني ملال الدولي الواجهة الأولى للزوار القادمين إلى الجهة سواء كانوا سياحاً أجانب أو أبناء المنطقة المقيمين بالخارج، لكن أول ما يثير استغرابهم ليس جمال المنطقة ولا دفء الاستقبال، بل طول وتعقيد الإجراءات الخاصة بختم جوازات السفر. ورغم أن المطار لا يستقبل سوى ثمان رحلات دولية أسبوعياً ورحلتين محليتين، يجد المسافر نفسه مضطراً للانتظار ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات لإتمام هذه العملية البسيطة، في مشهد يوحي وكأننا أمام حالة طوارئ أو أزمة أمنية. المفارقة أن مطارات كبرى مثل مراكش المنارة التي تستقبل عشرات الرحلات يومياً تنجز نفس الإجراءات في وقت أقل بكثير، حتى في فترات الذروة.
المشكلة لا تكمن في نقص الموظفين أو عدد شبابيك المراقبة، فهي متوفرة بكفاية، بل في البطء غير المبرر في الأداء وما يصاحبه أحياناً من أسئلة جانبية تزيد من توتر المسافرين. النتيجة أن كثيرين يغادرون المطار وهم محبطون من هذه البداية غير الموفقة، وبعضهم قد يعيد التفكير في زيارة المنطقة مستقبلاً. السياح الذين يخططون لقضاء عطلة قصيرة في أوزود أو بين الويدان يضيعون ساعات ثمينة داخل المطار، والمهاجرون الذين يشتاقون للقاء عائلاتهم يصطدمون بواقع غير متوقع بعد رحلة طويلة، فيغادرون المطار بخليط من الفرح والخيبة.
إذا كانت الجهة تراهن على السياحة كمورد أساسي وعلى استقطاب العملة الصعبة، فإن أول خطوة للإصلاح يجب أن تبدأ من المطار باعتباره بوابة المنطقة وصورتها الأولى أمام العالم. تحسين سرعة الإجراءات، اعتماد حلول رقمية متطورة، وتبسيط المساطر هي خطوات ضرورية لا تتطلب ميزانيات ضخمة لكنها كفيلة بتحويل تجربة الوصول إلى تجربة سلسة تليق بمكانة الجهة وتدعم تنميتها الاقتصادية