يعيش طلبة مدينة المهن والكفاءات ببني ملال يوميًا معاناة متكررة مع خدمات النقل الحضري، التي باتت تشكل لهم أحد أبرز التحديات في مسارهم الدراسي، بسبب الاكتظاظ الكبير داخل الحافلات وعدم توقفها أحيانًا في محطات الوقوف، ما يؤدي إلى تأخرهم عن مواعيد الدروس وتعرضهم لمشاكل مع الأطر الإدارية والتكوينية.
ففي ساعات الذروة الصباحية، وخاصة بين السابعة والثامنة والنصف، تكتظ الحافلات المتجهة نحو المدينة الجديدة بشكل خانق، حيث يصعب على الطلبة إيجاد مكان للركوب، بينما تتجاوز بعض الحافلات المحطات المخصصة للتوقف بسبب امتلائها، تاركة العشرات ينتظرون في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس أو في البرد والمطر.
ويؤكد عدد من الطلبة في تصريحات متطابقة أن هذه الوضعية أصبحت تؤثر بشكل مباشر على انضباطهم الدراسي، إذ يجدون أنفسهم مضطرين للحضور متأخرين أو التغيب عن بعض الحصص، مما يسبب لهم توترات مع الإدارة والأساتذة الذين يطالبون بالانضباط الزمني.
أحد الطلبة أوضح أن “الحافلات تمر مكتظة بالكامل، وأحيانًا لا تتوقف رغم أننا نقف في المحطة الرسمية، وهو ما يجعلنا نضطر لانتظار الحافلة التالية التي تصل بعد أكثر من عشرين دقيقة، فيضيع منا جزء من الحصة الأولى”.
من جهتهم، يطالب الطلبة والفاعلون المحليون الجهات المعنية، وعلى رأسها المجلس الجماعي لبني ملال وشركة النقل المفوض لها، بإيجاد حلول عاجلة لتحسين هذه الخدمة، سواء عبر تخصيص حافلات إضافية في أوقات الذروة، أو إحداث خطوط مباشرة تربط الأحياء السكنية بمدينة المهن والكفاءات، خصوصًا أن عدد المستفيدين من المؤسسة في تزايد مستمر مع بداية كل موسم تكويني جديد.
ويرى متتبعون أن هذا المشكل لا يقتصر على الطلبة فقط، بل يعكس أيضًا ضعف التخطيط في ربط المرافق التكوينية الكبرى بالبنيات التحتية للنقل الحضري، مؤكدين أن نجاح مشاريع التكوين المهني رهين بتوفير وسائل نقل في مستوى تطلعات المتدربين، بما يضمن ولوجًا سلسًا ومنتظمًا للمؤسسات.
وبين وعود التحسين ومطالب الطلبة، تستمر معاناة يومية تترجمها مشاهد الازدحام أمام محطات الحافلات كل صباح، في انتظار تدخل فعلي يضع حدًّا لمعاناة هؤلاء الشباب الطامحين إلى بناء مستقبلهم المهني داخل مدينة المهن والكفاءات.

