يقين24 – خالد المتوني
في مشهد أقرب إلى أفلام الهروب، علمت يقين24 من مصادر مطلعة أن الطفل زكرياء، الشهير بلقب “ميسي التروتينيتات”، تمكن من مغادرة مركز حماية الطفولة بمدينة ابن سليمان بطريقة غامضة، ساعات قليلة فقط بعد إيداعه هناك بقرار من قاضي التحقيق بالمحكمة الزجرية بالدار البيضاء.
القرار القضائي كان يهدف إلى حماية الطفل من دائرة الاستغلال التي وجد نفسه داخلها، بعدما كشفت التحقيقات الأولية عن احتمال تورطه في سلسلة من عمليات السرقة التي نُفذت باستعمال دراجة كهربائية صغيرة، تحت تأثير أشخاص يُعتقد أنهم استغلوا سذاجته وظروفه العائلية الصعبة، من بينهم أحد معارفه، حسب ما صرح به والده في تصريحات إعلامية سابقة.
قصة “ميسي التروتينيتات” شغلت الرأي العام خلال الأيام الأخيرة، بعدما انتشرت مقاطع فيديو توثق جرأة الطفل وهو ينفذ سرقات في قلب العاصمة الاقتصادية. تلك المقاطع تحولت في ظرف وجيز إلى مادة للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبره “مجرمًا صغيرًا” يجب محاسبته، ومن رآه “ضحية منظومة اجتماعية قاسية” دفعت به إلى عالم الانحراف.
لكن فرار الطفل من مركز الحماية فتح الباب أمام تساؤلات جديدة، أكثر عمقًا وخطورة: كيف تمكن قاصر من الهرب من مؤسسة يفترض أن تكون مؤمنة ومجهزة لحماية أمثاله؟ وأين الخلل في منظومة الرعاية والتأهيل التي كان يُفترض أن تُصلح حاله بدل أن تزيده تيهًا؟

