حليمة صومعي
شهدت مدينة وجدة خلال الأسبوع الجاري فعاليات نقابية كبيرة على خلفية متابعة المناضل عبد القادر حلوط، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بالجهة الشرقية، أمام القضاء بسبب دفاعه عن حقوق عاملات النظافة بالمستشفى الجهوي الفارابي.
الجامعة الوطنية للصحة (إ م ش) أكدت، في بيان صادر عنها، تضامنها المطلق مع حلوط، مستنكرة ما وصفته بـ”المؤامرة المكشوفة” التي تحاول الزج بالقضاء لترهيب المناضلين النقابيين وإبعادهم عن متابعة تنفيذ الصفقات. واعتبرت أن متابعة حلوط جاءت في سياق حملته المستمرة للدفاع عن حقوق العاملين في شركات المناولة، التي تتغول أحيانًا على حقوقهم وتتجاهل دفاتر التحملات.
وحضر جلسة تقديم حلوط أمام المحكمة الابتدائية بوجدة يوم الخميس 18 شتنبر، العشرات من المناضلين والمناضلات، بينهم حوالي 150 من الأطر الصحية من وجدة وممثلي أقاليم الجهة الشرقية، بالإضافة إلى مناضلين من الاتحاد المحلي لنقابات وجدة وممثلي الهيئات الديمقراطية والإعلام. وتم تأجيل البت في الملف إلى يوم الخميس 30 أكتوبر القادم، بناء على طلب هيئة الدفاع.
وبعد الجلسة، عقد الوفد النقابي لقاء تواصلي مع مناضلات ومناضلي الجامعة بالجهة الشرقية، عبروا خلاله عن استنكارهم لمحاولة التضييق على المناضل حلوط وتجديد استعدادهم للنضال والدفاع عن حقوق العاملين.
وفي سياق البيان، طالبت الجامعة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والجهات المسؤولة بالتحقيق في صفقات شركات المناولة وضمان حماية حقوق العمال، مؤكدة على ضرورة رصد أي خروقات في دفاتر التحملات وضرب حقوق العاملين. كما حملت مسؤولي القطاع محليًا وجهويًا تبعات أي إخلال بمعايير إنجاز الخدمات الصحية.
الجامعة لم تكتفِ بالملف القانوني، بل انتقلت إلى الوضع العام للقطاع الصحي، مؤكدة على ضرورة إصلاح حقيقي للمنظومة الصحية، ووضع حد للترهيب والتحريض على الأطر الصحية، وضمان تطبيق المحاضر الموقعة مع الاتحاد المغربي للشغل، وحماية المكتسبات المهنية والمادية للعاملين. كما طالبت بحل النقاط الخلافية العالقة مع رئاسة الحكومة وتعديل البنود المجحفة في القوانين المؤطرة لإصلاح المنظومة الصحية الجديدة.
الحدث في وجدة يعكس تصاعد التعبئة النقابية بالدفاع عن حقوق العاملين في القطاع الصحي، في ظل تضييق محتمل على الحريات النقابية، ويضع الضوء على الحاجة الملحة لإصلاح فعّال وشامل للمنظومة الصحية المغربية.