بدر حدوات
في إطار تخليد الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين، وفي سياق تنفيذ التعليمات الملكية السامية الرامية إلى إصلاح وتحديث المنظومة الصحية الوطنية وتوسيع التغطية الصحية الشاملة، قام وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، يوم الجمعة 25 يوليوز 2025، بزيارة تفقدية للمركز الاستشفائي الإقليمي بتنغير، الذي تم تأهيله وتجهيزه حديثًا.
وقد رافق الوزير في هذه الزيارة كل من والي جهة درعة تافيلالت، سعيد زنيبر، وعامل إقليم تنغير، إسماعيل هيكل، وعدد من المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، حيث جال الوفد الرسمي مختلف مرافق هذا الصرح الصحي الجديد الذي يُعد ركيزة أساسية في تعزيز العرض الصحي بالجهة، وخاصة بإقليم تنغير والمناطق المجاورة.
ويأتي هذا المركز الاستشفائي ليجسد سياسة القرب التي تنهجها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عبر تقريب الخدمات الصحية من الساكنة، وتخفيف الضغط على باقي المؤسسات الصحية بالجهة، خصوصاً تلك الموجودة في الأقاليم المجاورة. كما يُسهم في الحد من التفاوتات المجالية، من خلال تسهيل الولوج إلى العلاجات الأساسية والمتخصصة، لفائدة ساكنة المناطق النائية.
وقد تم تشييد هذه المنشأة الصحية على مساحة إجمالية تناهز 60 ألف متر مربع، منها حوالي 19,500 متر مربع مغطاة، وفق معايير هندسية حديثة، وبميزانية إجمالية قدرت بـ 395 مليون درهم. ويتوفر المستشفى على طاقة استيعابية تبلغ 120 سريرًا، ومرافق متطورة موزعة على عدة أقطاب طبية واستشفائية.
ويضم المركز الاستشفائي أقسامًا متخصصة، من أبرزها قطب الأم والطفل، الجراحة العامة، الطب العام، الإنعاش والعناية المركزة، ومستشفى النهار الذي يقدم خدمات من بينها جراحة اليوم الواحد، تصفية الدم، الترويض الطبي، ووحدة نقل الدم. كما يتوفر على مركب جراحي، وحدة الولادة التقنية، قاعات للفحص بالصدى والأشعة والماموغرافيا، بالإضافة إلى مختبر التحليلات ووحدة التعقيم المركزية، وقسم المستعجلات، ومستودع الأموات، وغيرها من الوحدات التقنية والإدارية.
وسيوفر هذا المستشفى سلة خدمات طبية وتمريضية لفائدة ساكنة 25 جماعة بإقليم تنغير، بتعداد سكاني يناهز 320 ألف نسمة، ويشمل العرض الصحي تخصصات متعددة من بينها الطب العام والجراحة، وطب النساء والتوليد، وطب الأطفال، والعيون، والجهاز الهضمي، والأعصاب، والأمراض النفسية، والعظام، والمفاصل، والمسالك البولية، وأمراض القلب والشرايين، إلى جانب الأشعة وطب الأسنان.
ولتفعيل خدمات هذا المركز، عبأت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية طاقمًا بشريًا متكاملًا يضم 30 طبيبًا، و128 ممرضًا، و36 إطارًا إداريًا، إضافة إلى تجهيزات بيوطبية حديثة ذات جودة عالية، تُمكن من تقديم رعاية صحية تستجيب لحاجيات وانتظارات المواطنات والمواطنين بالمنطقة.
وتندرج هذه المبادرة ضمن الجهود المتواصلة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية من أجل تنزيل الورش الملكي الكبير للحماية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية في الولوج إلى الخدمات الصحية بمختلف ربوع المملكة.