غيب الموت صباح الأحد بمدينة طنجة الفنان الريفي مصطفى أوموسى، المعروف بلقب “سوليت”، بعد أيام من معاناة مريرة مع إصابات خطيرة، نتيجة تعرضه لحادث مأساوي إثر إضرام النار في جسده بمدينة الحسيمة، في واقعة هزت الرأي العام.
الراحل لم يكن مجرد موسيقي عابر، بل كان صوتًا فنيًا ينتمي للشارع والإنسان البسيط، حمل قيثارته لسنوات ليعبر عن أوجاع الريف، فكان لسان حال من لا صوت لهم. خبر وفاته لم يُتلقَ كحدث عابر، بل كجرح مفتوح في ذاكرة منطقة لم تُضمد جراحها بعد.
“سوليت” رحل في صمت، لكنه ترك وراءه الكثير من الأسئلة، ليس فقط عن أسباب الجريمة، بل عن مصير الفنانين الهامشيين الذين يواجهون الحياة بدون حماية ولا سند. غياب الدعم والرعاية للفنان المستقل عاد إلى الواجهة من جديد، مع موجة تعاطف واسعة عبّرت عنها تدوينات وتكريمات رقمية على منصات التواصل الاجتماعي.
حادثة إحراق “سوليت” أعادت طرح تساؤلات حارقة حول مناخ العنف والتهميش في بعض مناطق المغرب، وتفكك الروابط الاجتماعية والإنسانية، حيث يصبح صوت الفن عرضة للخطر، بدل أن يكون محميًا ومحترمًا.
برحيله، خسر الريف أحد أصواته الأصيلة… لكن أغانيه ستبقى شاهدًا على زمن لم يُنصفه، وعلى فنّ وُلد من رحم المعاناة.

