حليمة صومعي
في لقاء حزبي احتضنته مدينة مراكش، وجه رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، رسائل مزدوجة جمعت بين الإشادة والانتقاد، واضعاً إصلاح القطاع الصحي في قلب النقاش السياسي.
أخنوش استهل كلمته بتهنئة وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، على جولاته الميدانية الأخيرة داخل عدد من المستشفيات، والتي وصفها بأنها تجسد “قرب المسؤول من واقع المنظومة”. كما نوه بتفاني مهنيي الصحة في خدمة المواطنين، مؤكداً أن دورهم يظل أساسياً في إنجاح ورش إصلاح القطاع.
غير أن رئيس الحكومة لم يُخفِ لهجته الحادة تجاه فئة من الأطباء الذين اعتبر أنهم لا يؤدون واجبهم بالشكل المطلوب، رغم القسم المهني الذي أدّوه عند التخرج. وقال أخنوش إن “المواطن لا يمكن أن يبقى رهينة لتهاون البعض”، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي إخلال بالواجب المهني.
وفي ملف حساس أثار جدلاً واسعاً، أعلن أخنوش بوضوح أن حكومته “لن تسمح باستقطاب أطباء القطاع العام من قبل الشركاء الخواص”، مؤكداً أن وزير الصحة توصل بتعليمات لتفعيل القوانين والضوابط التي تحمي القطاع العمومي من النزيف البشري.
ورغم اعترافه بوجود مشاكل متراكمة في المنظومة الصحية، شدد أخنوش على أن الإصلاحات جارية بشكل متدرج، مستشهداً بانطلاق العمل بمستشفيات جامعية جديدة خلال هذا العام والمقبل، إضافة إلى إطلاق تجربة المجموعات الصحية الترابية (GST) بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في أفق تعميمها على باقي الجهات مستقبلاً.
بهذا الخطاب، حاول رئيس الحكومة أن يوازن بين إشادة بجهود وزير الصحة ومهنيي القطاع، وبين رسالة صارمة موجهة إلى الأطباء المتقاعسين، مؤكداً أن إصلاح المنظومة الصحية لن يتحقق إلا بانضباط الجميع والتزامهم بخدمة المواطن.