حليم عثمان
تعيش مدينة بني ملال أزمة سكن جامعي خانقة، حيث إن عدد الطلاب في جامعة السلطان مولاي سليمان حوالي 50 ألف طالب يتوزعون على مختلف الكليات والمعاهد التابعة لها، في حين لا تتجاوز القدرة الاستيعابية للأحياء الجامعية المتوفرة 10% فقط من مجموع الطلبة، ما يضع الغالبية العظمى منهم أمام معضلة السكن الخاص.
هذا الواقع يضطر آلاف الطلبة للبحث عن غرف للإيجار في أحياء المدينة بأسعار غالبًا ما تتجاوز طاقتهم المادية، خاصة بالنسبة للطلبة القادمين من أسر محدودة الدخل أو من مناطق قروية بعيدة. ومع ارتفاع تكاليف المعيشة، يصبح السكن عبئًا ثقيلًا يثقل كاهل الأسر ويضع الطلبة تحت ضغط نفسي مستمر.
ولا يقتصر تأثير أزمة السكن على الجانب المالي فقط، بل يمتد إلى التحصيل الأكاديمي، إذ أن التنقلات اليومية الطويلة وظروف السكن غير الملائمة تُضعف تركيز الطلبة وتحد من اندماجهم في الأنشطة الجامعية.
للتعامل مع هذه الأزمة، تم توقيع اتفاقية بناء حي جامعي كبير بشراكة بين جهة بني ملال خنيفرة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، وولاية جهة بني ملال-خنيفرة، والمؤسسة الجامعية للأعمال الاجتماعية، لإنجاز المركز المندمج للحياة الجامعية (Campus Universitaire) بالقطب الجامعي لبني ملال. كما تمت المصادقة على اتفاقية شراكة بين مجلس جهة بني ملال-خنيفرة وشركة مداييف مناجمنت التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، لبناء حي جامعي بإقليم بني ملال “ادوز ديار المستقبل”، في إطار برنامج التنمية الجهوية لجهة بني ملال-خنيفرة 2022-2027.
وفي ظل تفاقم أزمة السكن وتأثيرها المباشر على حياة الطلبة الدراسية والاجتماعية، يُعتبر من الضروري على الجهات المختصة الإسراع في إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ لضمان حق الطلبة في سكن ملائم وميسر، والمساهمة في تحسين ظروفهم الأكاديمية والمعيشية