يشهد المستشفى الإقليمي ببرشيد حالة من الاحتقان الشديد بسبب النقص الحاد في الموارد البشرية، وعلى رأسها الأطباء الأخصائيون. قسم الولادة، الذي يعتبر من أكثر الأقسام حيوية، يعاني من غياب شبه كامل لأطباء التوليد، إذ يعتمد حالياً على طبيبة واحدة فقط تم تعيينها حديثاً، إلى جانب الممرضات، في حل ترقيعي محفوف بالمخاطر خاصة في حالات النزيف أو الولادات الحرجة بعد ساعات العمل الرسمية.
هذا الوضع دفع إدارة المستشفى إلى تحويل عدد كبير من الحالات إلى مدن مجاورة مثل سطات والدار البيضاء، مما يزيد الضغط على الأسر ويضاعف المخاطر الصحية على الحوامل. كما يشهد المستشفى نقصاً في اختصاصات أخرى حيوية، أبرزها طب التخدير، حيث لا يتوفر سوى على طبيبة واحدة، ما يجعل الخدمات الطبية مهددة بالشلل التام في أي لحظة.
وزير الصحة السابق كان قد اعترف سنة 2023 بهذا الخلل في جواب برلماني، مؤكداً أن المستشفى يعاني فعلاً من نقص خطير في الموارد البشرية، رغم توفره على 13 سريراً بمصلحة الولادة، وهو ما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تعيين أخصائيين في إطار التعيينات المقبلة، مع توجيه الحالات المستعصية نحو المستشفى الجامعي بالدار البيضاء.
في موازاة ذلك، تتصاعد أصوات فعاليات حقوقية ومدنية للتساؤل عن مصير مشروع مركز التشخيص متعدد الاختصاصات (مصحة النهار)، الذي كان يفترض أن يخفف الضغط عن المستشفى. ورغم انطلاق أشغال البناء بعد تخصيص ميزانيات تجاوزت مليار ونصف سنتيم عبر اتفاقية شراكة جمعت المجالس المنتخبة والوزارة والقطاع الخاص، توقفت الأشغال فجأة بسبب عجز مالي حال دون استكمال المشروع، مما جعله يتحول إلى بنايات مهجورة وسط المدينة.
وتتهم بعض الهيئات المحلية أطرافاً سياسية باستغلال المشروع كورقة انتخابية دون توفير ضمانات التمويل اللازمة، تاركة المدينة أمام أزمة صحية مزمنة ومرافق غير مكتملة تعكس ضعف التخطيط الاستراتيجي في تدبير قطاع الصحة بالإقليم.